ســبـعــون عــامــاً
غـانـم الـعــنّــاز
سبعون عاما ً
قد مضت من عمريا
جرت كما تجري
سيول البادية ْ
طـفـولـة ٌ مـا كان
أحـلـى ســيـلـهــا تـفـيض حـبا ً وحـنانـا ً صافـيـا
أعـوامهـا تـمضي
كـما يـحـلـو لـهـا بــراءة تـحــبــو
وأم ٌّ حـانــيــة ْ
*****
أما الـصـبـا
فـقـد أتـانــا ضاحـكـا ً مستـعـذبا ً طعـم
الحـياة الزاهـية ْ
مسـتـرسـلا ً في
لهــوه أو جــدّهِ مــزمّــرا ً مـطـبـّـلا ً أو
حـاديــا
يـجري مع الأتـراب
حـرا ً لاعــبا ً في
كل درب ٍ رائـحـا ً أو
غاديا
*****
حتى أتى
من بعده زهـوُ
الشـبـا ب ِ هـادرا ً مـزمـجـرا ً أو
لاهـيـا
مـشـمّــرا ًعن ساعــدٍ يـرمي الى إصلاح أوضاع الــبـلاد الـبالـيـة ْ
مـشـمّــرا ًعن ساعــدٍ يـرمي الى إصلاح أوضاع الــبـلاد الـبالـيـة ْ
مـستـعـجـلا ً في
سيـره مستهـونـا ً ما
قد يلاقي من ظروفٍ
قاسيــة ْ
*****
حتى إذا
ما لاح شـيـبٌ
هـاتـفــا ً أهلا ً لقد
أصبحـت كهلا ً واعـيـا
خفف من الأعـبـاء
شيئـا ً واتّــئـد واصفو
كما تصفو مـياه
الساقـية ْ
وارعى قـريـبا ً أو يتـيماً
بائسـا ً يحلو
لك طعـم الـحياة
الجـافـيـة ْ
*****
ثــمّ عـلا
من بعـده مـسـتـعـجـلا ً شـيـبٌ غزيـرٌ
نائحـا ً بل هـاديـا
إرجع الى ديـن
ٍ حنيف ٍ واسـتـقي صفـو الـحـيـاة
مطمئـنـا ً راضـيـا
واخـلـد الى
شعـر ٍ رقيـق ٍ حالمـا ً
يـضفـي هــنـاءً فالـحيـاة
فـانـيــة ْ
*****
ما عـدت
أدري بـعـدها إلا وقـد أمسى
عـدوي في عراقي
قاضيـا
هـا قـد
أتانـا من بعـيــدٍ
نـاقـمـا ً ضـبـعٌ لـئـيـمٌ
ذو طـباع ٍ مـخـزيـة ْ
مـسـتـأســدا ً مـكــشّـرا ً عن
نابـه مـستـعـذبـاً طـعـم
الـدماء الزاكـيـة ْ
مستـهـدفـا ً طمس حضاراتٍ
زهت مستـرجعـاً سـمّ
الحقـود الـماضية ْ
*****
صبـرا ً بنـي
قومي ولا تستسلمـوا مـا
طـال عـهـد لـلـفـلـول
الغـازيـة ْ
مـهـلا ً فقـد
عاد الغـزاة من هـنا صـفــر
الـيـديـن والدمـوع جـاريـة ْ
*****
واتـفـورد – ضواحي لندن
تموز 2008
No comments:
Post a Comment