Monday 2 December 2013

نفط العراق وتسعيره بالذهب


نفط العراق وتسعيره بالذهب

                                                 بقلم غانم العناز
 

مما لا شك فيه ان الاتفاقيات السياسية او الاقتصادية بين الدول او العقود التجارية بين الشركات او الافراد ، وبغض النظر عن اهميتها او قيمتها تحتوي ، على شروط مسهبة تبين حقوق والتزامات كل من الطرفين المتعاقدين منعاً لحدوث اي التباس قد ينتج عنه خلاف في المستقبل. ومع كل الاحتياطات التي يأخذها كل من الطرفين المتعاقدين  فقليلا ما تخلو اية اتفاقية او اي عقد تجاري من ظهور مثل هذه الخلافات حول تفسير ما جاء في احدى بنود او شروط ما اتفق عليه ولكل من الطرفين وجهة نظره المختلفة في ذلك. أما ان يدور خلاف مستعصي طويل ومكلف حول معنى كلمة واحدة فقط فذلك ما يندر حدوثه كما سنرى في مقالتنا هذه. 

اتفاقية الامتيازات النفطية العراقية لعام 1931

لم تكن اتفاقية الامتيازات النفطية المعقودة بين الحكومة العراقية وشركة نفط العراق في نيسان 1931 لتشذ عن هذه القاعدة حيث تبين منذ البدايات الاولى بانها تحتوي على العديد من البنود والفقرات التي ظهرت الخلافات في تفسير الكثير منها وهو امر ليس بالغريب لكثرة ما احتوته من بنود وشروط وتفاصيل معقدة. أما ما ظهر من خلاف حول تفسير كلمة واحدة فقط قد ينتج عنه ربح او خسارة بملايين الباوندات الاسترلينية لأحد الطرفين المتعاقدين وان يدوم الخلاف لمدة عشرة اعوام وينتهي بالمحاكم قبل التراضي فذلك ماحدث في هذه الاتفاقية.  

الكلمة السحرية (ذهب)    

ان احدى اهم النقاط الرئيسية التي نوقشت بصورة مسهبة خلال مفاوضات منح امتياز التنقيب لاكتشاف النفط بين الحكومة العراقية وشركة النفط التركية (شركة نفط العراق لاحقاً) في اوائل العشرينيات من القرن الماضي كانت تحديد سعر النفط. فقد اقترحت شركة النفط التركية تحديده باربعة شلنات للطن الواحد علما بان:

- الباوند الاسترليني الواحد يساوي عشرون شلن.

- الباوند االاسترليني الواحد يساوي دينار عراقي واحد او (1,000 فلس) في ذلك الوقت.

- الطن الواحد من نفط كركوك يساوي 7.578 برميل.
 

الدينار العراقي القديم                          الباوند الاسترليني القديم

        ورقة نقدية قابلة التحويل الى ليرات انكليزية

فقد قامت اللجنة الحكومية المفاوضة الاولى التي شكلت في تشرين الاول 1923 والمؤلفة من رئيسها وزير المواصلات والاشغال ياسين الهاشمي وعضوية وزير المالية ساسون حسقيل ووزير العدلية ناجي السويدي باجراء اولى المفاوضات مع الشركة والتي اقترح فيها الجانب العراقي تعديلات كثيرة على ما جاء في مسودة الاتفاقية من أهمها ربط قيمة الباوند الاسترليني في الاتفاقية بالذهب. انتهت تلك المفاوضات دون التوصل الى اية نتيجة امام تمسك الشركة بما جاء في معظم بنود مسودة الاتفاقية التي قدمتها ومن ضمنها تحديد سعر الطن باربعة شلنات كما ذكر اعلاه.

 جرى بعد ذلك تشكيل لجان حكومية اخرى وبالرغم من اصطادمها جميعاً بنفس التعنت من جانب الشركة الا ان المفاوض العراقي اصر على ربط قيمة الباوند الاسترليني بالذهب تفادياً لما حدث خلال الحرب العالمية الاولى حين تم فك ارتباط قيمة الباوند الاسترليني بالذهب ليفقد نتيجة لذلك بعضاً من قيمته في الاسواق العالمية.

وافقت الشركة اخيرا على مضض على ربط قيمة الباوند الاسترليني بالذهب الا انها رفضت تحديد وزنه من الذهب او ذكر اية مواصفت للذهب كنقاوته علماً ان قيمة الباوند الاسترليني في ذلك الوقت كان يعادل 7.3 جرام ذهب عيار 22 قيراط . وافقت الحكومة العراقية ايضاً على مضض على ذلك واكتفي بتحديد سعر الطن من النفط في اتفاقية آذار 1925 باربعة شلنات (ذهب). كما نصت اتفاقية آذار 1931 المعدلة والنهائية على ان يكون سعر الطن اربعة شلنات (ذهب) كذلك دون تغيير.

صحة حدس المفاوض العراقي

لم يمض وقت طويل بعد توقيع الاتفاقية الا لتثبت صحة حدس واصرار المفاوض العراقي على ربط قيمة الباوند الاسترليني بالذهب. فقد قامت الحكومة البريطانية في أيلول 1931 بفك ارتباط الباوند الاسترليني بالذهب في اعقاب الكساد الاقتصادي العالمي مما نتج عنه انخفاض سعر الباوند الاسترليني في الاسواق العالمية بنسبة كبيرة.

لقد كان هناك دفعة مستحقة للحكومة العراقية من شركة نفط العراق في كانون الثاني 1932 بقيمة 409,000 باوند استرليني (ذهب). رفضت الشركة دفع المبلغ بموجب الاتفاقية بسعر الذهب مدعية ان الاتفاقية لم تحدد مقدار الذهب او مواصفاته. حاولت الشركة اثر ذلك التوسط لدى الحكومة البريطانية لتأييد موقفها الا ان الحكومة البريطانية لم تستطع تأ ييد موقف الشركة المهلهل فنصحتها بالالتزام بدفع ذلك المبلغ والمبالغ الاحقة بسعر الذهب كما جاء صراحة في الاتفاقية وتم على اثر ذلك تسديد تلك الدفعة بمبلغ قدره 578,000 باوند استرليني.

  ظهور سعرين مختلفين للذهب وسعرين للباوند الاسترليني  

 قامت الحكومة البريطانية بعد نشوب الحرب العالمية الثانية باصدار قانون الدفاع المدني في سنة 1939 الذي قيدت بموجبه التعامل بالذهب وحددت سعره بالباوند الاسترليني في اسواقها. فقامت الشركة بدفع عوائد العراق بالباوند الاسترليني بموجب السعر الرسمي للذهب الذي يحدده مصرف انكلترا (المصرف المركزي للمملكة المتحدة) في لندن وهو سعر واطئ لا يعبر عن سعر الذهب في الاسواق الحرة مما ادى الى اعتراض الحكومة العراقية على ذلك. استمرت الشركة بدفع عوائد الحكومة العراقية خلال الحرب على هذا الاساس الذي يعادل 39 شلن او ما يعادل 1,950 فلساً عراقياً لكل باوند استرليني (ذهب) بموجب سعر مصرف انكلترا للذهب في الوقت الذي كانت فيه قيمة الباوند الاسترليني بسعر الذهب في الاسواق العراقية والحرة يقارب خمسة دنانير (5,000 فلساً) اي خمسة باوندات استرلينية (100 شلن) مما دفع الحكومة العراقية للاستمرار بالاعتراض والاصرار على اعتماد سعر السوق الحرة العراقية للذهب دون جدوى.  


مصرف انكلترا

حدث بعد ذلك تخفيض اخر للباوند الاسترليني في سنة 1949 فقامت الشركة بدفع 58 شلن اي ما يعادل 2,900 فلساً للباوند الاسترليني (ذهب) بموجب سعر الذهب الذي يحدده مصرف انكلترا. استمرت الحكومة العراقية بالاحتفاظ بحقها بالمطالبة بالدفع بموجب اسعار الاسواق الحرة العراقية للذهب وقدرت الخسائر التي لحقت بها من جراء ذلك للفترة 1940 - 1950  بما يقارب 21 مليون باوند استرليني اي دينار عراقي.

الذهاب الى المحاكم

حصل استياء عام في العراق من جراء استمرار تعنت الشركة بعدم الالتزام باعتماد السوق الحرة للذهب نتج عنه انتقاداً شديداً للحكومة من قبل االمعارضة الوطنية مما اضطر الحكومة الى اتخاذ قرارها باقامة الدعوى على الشركة في المحاكم البريطانية المختصة والفت اثر ذلك لجنة برآسة نديم الباجه جي للذهاب الى لندن لاقامة الدعوى هناك. وصلت اللجنة الى لندن في تشرين الاول 1950 وقامت بالاتصال بشركة ريشارد بتلر للمحاماة التي قامت بدراسة الموضوع واستشارت بعض المحامين الاخرين لتقدم تقريرها النهائي الذي ذكرت فيه بانه قد حصلت لديها قناعة بان هناك املاً كبيراً بكسب الدعوى لصالح الحكومة العراقية.

 قامت الحكومة على اثر ذلك بتشكيل لجنة استشارية عليا برآسة مصطفى العمري لدراسة تقرير شركة بتلر للمحاماة فقامت بدراسته بصورة مسهبة لتبدي تأييدها لما جاء فيه موضحة ان سعر الباوند الاسترليني المبني على سعر الذهب الذي تحدده الحكومة البريطانية عن طريق مصرفها المركزي بتشريع خاص بها لأغراضها الداخلية لا يمثل السعر الواجب الاخذ به في هذه القضية وعليه يجب اعتماد سعر السوق الحرة للذهب . وافق مجلس الوزراء على توصية اللجنة واوفد نديم الباجه جي الى لندن للتحضير لاقامة الدعوى من قبل شركة ريشارد بتلر. اجتمع محامو الحكومة ومحامو الشركة مع قاضي المحكمة التجارية العليا في لندن في آذار 1951 الذي امهل الشركة ثلاثة اسابيع للرد على لائحة دعوى الحكومة وعين يوم 23 تموز 1951 موعداً للمرافعة.

 الرجوع الى المفاوضات والتراضي

ازدادت شدة الاستياء في الاوساط الحزبية المعارضة والصحافة العراقية بصورة عامة اضافة الى الرأي العام من مواقف الشركة المتعنت والمجحف حيث ظهرت خلال تلك الفترة اصوات تطالب بتأميم نفط العراق اسوة بما قام به محمد مصدق رئيس وزراء ايران بتأميم النفط في بلاده في 1 أيار 1951 مما اضطر شركة نفط العراق والحكومة الى ضرورة تلافي الموقف وحل الخلاف بالطرق التفاوضية المباشرة منعاً لتفاقم الازمة وانتشار الاستياء بين الاوساط الشعبية مما قد ينتج عنه ما تحمد عقباه.

قام مجلس الوزراء على اثر ذلك في تموز 1951 بتخويل وفد مفاوض برئآسة رئيس الوزراء نوري السعيد لاجراء تسوية معقولة للموضوع. اجريت المفاضات الجديدة حول الموضوع في جو اكثر هدوءاً حيث اعربت الشركة بانها مطمئنة من سلامة موقفها وواثقة من كسب الدعوى بينما اعربت الحكومة عن ثقة مماثلة بموقفها ليتم الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة على تسوية الموضوع  مقابل قيام الشركة بدفع خمسة ملايين باوند استرليني (دينار عراقي) للحكومة العراقية كتسوية نهائية للنزاع.

وقد يكون من المفيد هنا ان نوضح ضخامة قيمة النزاع البالغ 21 مليون باوند استرليني ومبلغ التسوية البالغ 5 مليون باوند استرليني في ذلك الزمان اذا علمنا بان مجموع عوائد الحكومة العراقية من النفط خلال سنة 1951 قد بلغ 15 مليون باوند استرليني وان ميزانية الدولة العراقية لتلك السنة كانت بحدود 50 مليون دينار اي 50 مليون باوند استرليني.

قام محامو الحكومة اثر هذه التسوية بتقديم طلبا الى المحكمة بتأجيل الدعوى الى اجل غير مسمى وبذلك اسدل الستار على هذه القضية الناتجة عن تفسير كلمة (ذهب) التي اسغرقت عشرة اعوام للتوصل الى حل لها.

حكاية يضرب بها المثل

لقد كانت حكاية الذهب هذه يضرب بها المثل من قبل جيل ذلك الزمان وربما لا زالت تذكر حتى يومنا هذا في بعض الاوساط عن نباهة وحرص المفاوض العراقي للحفاظ على حقوق بلاده باصراره على ربط سعر النفط بالباوند الاسترليني (ذهب) تلك الكلمة الصغيرة التي لولاها لمنيت الخزينة العراقية بخسارة مبلغ التسوية الكبير المذكور اعلاه. كما ان هذه القضية تبين كذلك نباهة ومراوغة مفاوض الشركة الذي اصر على عدم ذكر اي مقدار او تعريف لكلمة (ذهب) لينقذ بذلك شركته من خسائر ضخمة اخرى تفوق ثلاثة اضعاف ما تم التراضي عليه.

عقود الأمس وعقود اليوم

فتحية اكبار واجلال لمفاوضينا الاوائل الذين حافظوا على حقوق بلادهم باصرارهم على ربط سعر النفط بالذهب بالرغم من وقوعهم تحت ضغوط هائلة من قبل شركة النفط التركية المسنودة من قبل المندوب السامي البريطاني في بغداد والمستشارين البريطانيين في الحكومة العراقية اضافة الى وقوع الدولة العراقية المغلوب على امرها بكاملها تحت طائلة الانتداب البريطاني.

فاين نحن اليوم من تلك النزاهة وذلك الاخلاص والتفاني للدفاع عن حقوق الدولة وبالتالي عن اموال الشعب العراقي عما نسمع عنه في ايامنا هذه من خيانة الامانة وسرقة المال العام من بعض موظفي الدولة ذوي النفوس الضعيفة بواسطة طرق جهنمية سمعنا عنها الكثير والتي منها على سبيل المثال :

- التآمر لتوقيع عقود كاذبة مع شركات وهمية تأخذ الاموال وتختفي دون تنفيذ المشاريع المتعاقد عليها كتلك الخاصة بانشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية التي ينتظر المواطنون انجازها بفارغ الصبر للتخفيف من معاناتهم من جراء انقطاع التيار الكهربائي الذي ذاقوا منه الامرين عبر سنين طويلة.

- شراء اجهزة غير صالحة للاستعمال قد ينتج عنها اضراراً كبيرة كاجهزة كشف المتفجرات التي ظهر بانها لا تزيد عن كونها لعب اطفال راح ضحيتها الكثير من ابناء شعبنا الابرياء بعد ان دفعت لشرائها ملايين الدولارات. علماً بان المجهز البريطاني المحتال قد قدم للمحاكم في بلاده واودع السجن عن جريمته النكراء فهل يا ترى نال شركاؤه العراقيون في الجريمة جزاءهم العادل؟  

- استيراد سلع مستهلكة او اغذية فاسدة انتهت صلاحيتها لتفتك بارواح المواطنين الابرياء وتذهب الاموال الطائلة هباءً في جيوب المفسدين وما الى غير ذلك من طرق الغش الخبيثة وأكل المال الحرام التي يندى لها الجبين؟

 فقد قلت في ذلك وفيما حالت اليه الاوضاع المزرية في بلادنا من انتشار الفساد والجشع  والفوضى ومن تدهور الخدمات الانسانية والصحية والبلدية  وغيرها من متطلبات الحياة الكريمة وما يشعر به المواطنون خصوصاً كبار السن منهم من اهمال وما تعانيه الالوف المؤلفة من المهاجرين في غربتهم وعزلتهم الطويلة والمريرة عن اهلهم واحباءهم قصيدة طويلة منها الابيات التالية:

قــالَ  لــي

بـصــوتِــهِ   الـمُـجـلـجِــلِ
 
قــولاً  غـريـبــاً  قــالَ  لــي
فـي غُــربَـتـي  ومَـعـزِلـي
 
اريــدُ  أن  تـسـمـعَ   لــي
يُــخـرجُـنـي  مـن  مَـلـلـي
 
يـا  صاحـبـي  انـتَ  الــذي
مُــثــقـلــةً      بـالـعِـلـــلِ
 
إنّ   الـحـيـاة    أصـبـحـتْ
وكـــثـــرَةِ     الــمَـشـاغِــلِ
 
وبــالــهُـمــومِ       تــــارةً
بـوَهَـــنٍ    فـي   أرجُـلــي
 
لــقــدْ    بَــدأتُ    أشـعُـــرُ
تُـعـيـقــنـي  فـي  عَــمَـلـي
 
وبـالــيــديــنِ    رَعـــشَــةً
********
****
********
مِــرآتــهــا   لا   تــنـجَـلــي
 
وأصـبــحَــتْ     ذاكِــرتــي
 ـبـعـضِ ما  قـدْ   قـيـلَ  لـي

حــتـى   غــديـتُ   نـاسِـيـــاً
لــكــنّــنــي   لا   فِـكــرَ لي
 
فـكـمْ  وكـمْ  قـدْ   قـيـلَ   لـي
  كـي   نُــدْفــعَ  لـلــخــبَــلِ؟

الـيــسَ     ذاكَ    كافِـــيـــا
********
****
********
بــنــغــمَـةِ   الـمُـسْـتـرسِـلِ
 
وعــادَ    يَــرنــو     قـــائلاً
مـــنَ   الـــزمـــانِ   الأولِ؟
 
أتـــذكــرُ  مـا   قــد  مَـضـى
وصِــحــبَــةِ     الأفــاضِــلِ
 
مـنْ   رِقــةٍ   فـي  قــولِـنــا
لـلـجـاهِـــلِ      والـغــافِـــلِ
 
ورَحْـمَـةٍ    فـي    فِـعـلِـنـــا
مــنَ  الــزمـانِ  الـمُـخـجِــلِ
 
ومـا   أتـى   مـنْ   بَــعـــدِهِ
وسَـــطـــوةِ     الأســـافِــــلِ
 
مـن  جـشـعٍ   لا   يــنـتـهــي
وكــثــــرَةِ        الــمَـهــازِلِ
 
  وقــســوَةٍ    فـي  بَـعـضِـنــا
يــدعــو  الـى   الـفـضـائــلِ
 
فــقــد   غــزانــا    جــاهـــلٌ
وَهــــو   مـــنَ      ألأراذلِ
 
لـــيَـــدّعــي     حـــضـــارةً
حَـــلاً     لـــذي الـمَـشـاكِلِ؟
 
هـلْ  يا  تُــرى  سـوفَ  نـرى
********
****
********

الى آخر هذه القصيدة التي كتبت خلال هذا العام.

كانون اول 2013

المصدر : كتابى  العراق وصناعة النفط والغاز في القرن العشرين الصادر بالغة الانكليزية عن دار نشر جامعة نوتنكهام البريطانية في ايار 2012 .
 


Comments

الأستاذ الدكتور سمير بشير حديد
02/12/2013 7:04am
توثيق رائع يؤشر نباهة المفاوض العراقي وحرصه بالحفاظ على حقوق بلاده ، أما اصراره على ربط السعر بالذهب فيدل على بعد نظرهم وشجاعتهم وذكائهم. كما لا يمكن اجراء مقارنة بين الماضي وزمن الخير والصفاء والنقاء وبين الوقت الحاضرالذي انقلبت فيه الدنيا رأسا على عقب وخسرنا كل شيء من نفط وموارد نفطية وثروات وكفاءات وعلماء وأعلام ومبدعين وحتى السلوك والأخلاق والأمن والأمان قد ذهب. سلم يراعك ايها الأستاذ القدير خبير النفط غانم العناز وبارك الله فيك، وتقبل تحياتي واحترامي
Reply
غانم العناز
02/12/2013 1:55pm
الاخ العزيز عالم الرياضيات القدير وابن محلتي الاستاذ الدكتور سمير حديد حفظه الله
احييك بدوري اجمل تحية واشكر لك كلماتك الصادقة البهية بحق رجال العراق المخلصين الذين خدموا بلادهم بصدق واخلاص وساعدوا ابناء جلدتهم برقة ورحمة
نعم لقد كانوا اوفياء امناء لوطنهم واهليهم ومع ذلك والبرغم مما نراه ونسمع عنه في ايامنا هذه من قسوة مسرفة وبطش بشع من البعض الا ان الخير لازال موجود بين عامة اهلنا الطيبين وجذوة الخير والامل باقية لمستقبل سعيد ان شاء الله.
بارك الله فيك وفي امثالك من الخييرين لنشر الكلمة الطيبة والعلم النافع والادب الرفيع.
مع اطيب التمنيات
اخوك غانم العناز
Reply
نايف عبوش
03/12/2013 11:58am
الكاتب الفاضل غانم العناز:عرض مهني جميل لجانب معين من جوانب تاريخ الصناعة النفطية في العراق حيث الشركات الاحتكارية الاجنبية تحصن نفسها في العقود بشكل محكم، لانها تسعى الى تحقيق الارباح الى اقصى حد في عملياتها المتكاملة عموديا وافقيا بشتى الطرق.وكم كنت اتمنى لو كان كتابك قد تم تاليفه باللغة العربية او ترجم اليها، لكي يكون في متناول القاريء العربي، ليطلع على الكثير من الامور الغائبة عنه في اقتصايات النفط
نايف عبوش
Reply
غانم العناز
03/12/2013 6:30pm
الاستاذ الاديب والمفكر نايف عبوش حفظه الله
شكرا على مداخلتك القيمة حول المقالة وملاحظتك حول شركات النفط العالمية. نعم فشركة نفط العراق موضوع مقالتنا كانت مملوكة من قبل اقوى واكبر الشركات العالمية المسنودة من قبل الدول العظمى في ذلك الزمان والتي لا زالت كذلك في وقتنا الحاضر.
اما عن تأليف الكتاب باللغة الانكليزية فذلك يعود بصورة رئيسية الى قلة المصادر العربية وصعوبة كتابته وطبعه ونشره باللغة العربية وانا خارج الوطن.
إلا ان كتابته باللغة الانكليزية ونشره من قبل جامعة نوتنكهام البريطانية قد اعطى الكتاب شهرة عالمية واسعة ليصبح من اهم ان لم نقل اهم مرجع متكامل عن صناعة النفط والغاز العراقية العملاقة في القرن العشرين حيث يحتوي على 538 صفحة عن كل ما يتعلق بالصناعة وتشعباتها.
انه ليسعدني ان تتحقق امنيتك وامنيتي معك عن ترجمة الكتاب الى اللغة العربية ان شاء الله. حيث ان هناك مشروع لترجمة الكتاب من قبل احد اساتذتنا الافاضل في جامعة الموصل.
يتبع رج
Reply
غانم العناز
03/12/2013 6:32pm
تتمة الجواب : وكم سيسعدني اكثر ان يتم النشر من قبل جامعة مدينتي العزيزة ليوضع الكتاب بمتناول الباحث والاكاديمي والقارئ العربي الكريم.
علما بان الكتاب قد اخذ مكانه منذ فترة غير قصيرة كمرجع من قبل احد طلبة الدكتوراه في جامعة الموصل الذي سرني ان يتصل بي لاقدم له ما يحتاج اليه من معلومات اضافية تساعده في بحثه اضافة الى بعض العاملين في الصناعة من داخل العراق وخارجه.
مع اطيب التمنيات
غانم العناز
Reply
سالم إيليا
05/12/2013 4:37pm
نعم يا سيدي الكريم غانم العنّاز ، لقد قرأنا بفخر عن وطنية مفاوضينا مع تلك الشركات الجشعة ،وقرأنا عن نزاهتهم وذكائهم وقد صدق حدس وزير المالية الوطني الغيور ساسون حسقيل حينذاك حين أصّر على بيع النفط العراقي بالذهب في الوقت الذي عارضه في رأيه بعض الساسة بضغطٍ من الحكومة البريطانية ، تحية إجلال لكل شرفاء البلد والخزي والعار لسارقي قوت الشعب ومكاسبه ، الشكر الكبير لكم على هذا العرض التاريخي لمسلسل الصراع بين الشركات النفطية العالمية وأصحاب الثروة الحقيقيين .
Reply
06/12/2013 9:57am
الاخ العزيز الاديب وخبير مصافي النفط سالم ايليا
شكرا على ملاحظاتك القيمة واضافة صوتك بالفخر والاعتزاز بوطنية ونزاهة مفاوضينا اضافة الى شجاعتهم لوقوفهم بوجه شركات النفط القوية.
فقد ادى توقيع اتفاقية الامتيازات النفطية في اذار 1925 الى استقالة وزير العدلية رشيد عالي الكيلاني ووزير المعارف محمد رضا الشبيبي وتضحيتهما بمنصبيهما احتجاجا على حرمان العراق من المساهمة في امتلاك 20% من نفطه في اسهم شركة النفط التركية. أما المرحوم عبد المحسن السعدون فقد دفع حياته دفاعا عن حقوق بلده فهل هناك تضحية اكبر من ذلك؟ فتحية وفاءٍ اكرامٍ لمن خدموا العراق بامانة واخلاص عبر العصور كافة

 


               

Friday 8 November 2013

الدكتور فاضل علي القاضلي - قائد سلام عالمي بارز


الدكتور المهندس فاضل علي القاضلي
قائد سلام عالمي بارز
Outstanding International Peace Leader     

        بقلم : غانم العـنّـاز                
           
 
      
  ولد الدكتور فاضل علي القاضلي في محلة المشاهدة في الموصل في عام 1935 والتحق ببعثة النفط في عام 1954 ليحصل على البكالوريوس في الهنسة المدنية من جامعة لفربول البريطانية في عام 1959 ثم ليحصل بعد ذلك على الماجستير في سنة 1969 لينال بعدها مباشرة شهادة الدكتوراه في عام 1972 من جامعة بيركلي الامريكية الشهيرة.             



الدكتور فاضل علي القاضلي

الصورة بعدسة غانم العنّاز- كاليفورنيا 2011  

عمل بعد تخرجه في مصفى الدورة ومن ثم مع شركة تراب بارودي في مشاريع الطرق قبل ان يترك العراق الى بريطانيا حيث ساهم في اعداد تصاميم توسيع منشآت معالجة مياه مجاري مدينة لندن. اما في الولايات المتحدة فقد عمل في مشاريع عديدة كشبكة مترو الانفاق والقطارات السريعة المعقدة حول خليج سان فرانسيسكو الشهير ليشارك بعد ذلك في اعداد التصاميم والاشراف على انشاء عدد من السدود المهمة بالاضافة الى المساهمة في اعداد التصاميم لشبكة خطوط الانابيب اللازمة لنقل مياهها والاشراف على تنفيذها الى غير ذلك من المشاريع الكبيرة.  

اما في مجال التدريس فقد عمل كاستاذ في جامعة رود ايلاند الامريكية  قبل ان يلتحق بعد ذلك كاستاذ في جامعة ساكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا ليستمر في عمله فيها حتى تقاعده في عام 2003.

انخرط الدكتور فاضل خلال الاربعين سنة الماضية في منظمات السلام وعمل من خلالها على شجب الحروب والغزو الامريكي للعراق وبقاء القوات الامريكية فيه واظهار ونشر الجرائم البشعة التي قامت بها لينال ثلاث جوائز سلام تقديراً لجهوده هي:

1- حركة مارتن لوثر كنغ الابن للدفاع عن الحقوق المدنية
  شهادة قائد سلام عالمي بارز

 Outstanding International Peace Leader     

يعتبرالزعيم الامريكي من اصول افريقية والقس والناشط السياسي الانساني مارتن لوثر كنغ الابن من اهم المطالبين بانهاء التمييز العنصري في الولايات المتحدة الامريكية. حاز على جائزة نوبل للسلام في سنة 1964 عن دعوته لمبادئ اللاعنف. كان من الخطباء المفوهين حيث كان لخطابه الشهير (لديّ حلم) الذي القاه في جمع يقدر بحوالي ربع مليون متظاهر في العاصمة واشنطن في عام 1963  الصدى الكبير لانهاء التمييز العنصري الذي قال فيه (لدي حلم أن أرى اولادي الاربعة يعيشون في يوم من الايام في وطن لا يكون الحكم فيه على الناس عن طريق ألوان بشرتهم بل عن طريق اخلاقهم).

شارك الدكتور فاضل في هذه الحركة بقوة ليدعى الى المؤتمر السنوي الخامس لمارتن لوثر كنغ الابن المقام في 21 كانون الثاني 2008  ليكرم بمنحه شهادة (قائد سلام عالمي بارز) التي ندرج صورتها وترجمتها ادناه :  




الذكرى السنوية الخامسة
مارتن لوثر كنغ الابن

شهادة تقدير
21 كانون الثاني 2008

قائد سلام
عالمي بارز

الدكتور فاضل القاضلي

 2- الجمعية العمومية لولاية كاليفونيا
California State Assembly

شهادة قائد سلام عالمي بارز
Outstanding International  Peace Leader

لقد استطاع الدكتور فاضل من خلال منظمات السلام ومن خلال الاجتماعات والمؤتمرات ان يدافع بصورة فعالة عن القضايا التي تهم العراق وفلسطين بصورة رئيسية والوطن العربي بشكل عام. كما انه كان من المشاركين الرئيسيين في مسيرات السلام العديدة الداعية لشجب الحروب وبخاصة الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 ثم ليستمرباصرار على التنديد ببقاء القوات الامريكية الطويل والمشاركة في اظهار وفضح الجرائم البشعة التي كانت تقوم بها.




المسيرة السلمية التي القى خلالها الدكتور فاضل القاضلي خطبته
 من شرفة الجمعية العمومية لولاية كاليفورنيا

لقد كان لصلابة واستمرار مناداته ووقوفه ومن معه باصرار مع الحق ورفض الحرب والعدوان وبالاخص خطبته المعروفة من شرفة الجمعية العمومية لولاية كاليفورنيا صدىً واسعاً في الصحافة والاوساط الاجتماعية نتج عنه قيام الجمعية العمومية لولاية كاليفرنيا, التي عانى من مضايقات سلطاتها الامرين بالامس, بالاعتراف به كمناضل وقائد سلام يستحق التكريم فقررت منحته شهادة (قائد سلام عالمي بارز) في 21 كانون الثاني 2008 والتي ندرج صورتها وترجمتها ادناه :




الجمعية العمومية لولاية كاليفونيا
شهادة تقدير

مقدمة
للدكتور فاضل القاضلي

مارتن لوثر كنغ الابن
شهادة قائد سلام

عالمي بارز

21 كانون الثاني 2008

3 - مؤسسة تعليم السلام
Teach Peace Foundation

شهادة معلم سلام
    Peace Teacher

تشمل اهداف هذه المنظمة المشاركة في الكتب والفعاليات والدروس والافكار التي تمكن المعلمين والآباء والامهات والطلاب من نشر القيم والمبادئ والطرق التي تشجع على فض النزاعات بالطرق السلمية واحترام حقوق الانسان والديمقراطية والتسامح والتفاهم العقلاني بين الحضارات.

 لقد استطاع الدكتور فاضل عن طريق محاضراته وعمله الدؤوب مع مؤسسة تعليم السلام في ولاية كاليفورنيا ان يتدرج ضمن كوادرها ليصبح احد اعضاء مجلس ادارتها الدائميين وليساعد على نشر مبادئها بصورة فعالة ليستحق التكريم من قبلها بمنحته شهادة (معلم سلام) في 21 ايلول 2009 والتي ندرج صورتها وترجمتها ادناه :

معلم سلام
منحت هذه الشهادة
 لفاضل القاضلي

تعترف مؤسسة تعليم السلام بعملك المدهش لجلب السلام لشعبي العراق والولايات المتحدة الامريكية. ان دروسك عن ايجاد حلول للسلام قد الهمت طلابك من كافة الاجيال. ان تلاميذك قد دُفعوا لذرف الدموع عندما سمعوا عن اسرتك في العراق وعن البديل السلمي الذي انقذ جنوداً, يقاتلون في حروب ليست ضرورية, من الموت. لقد اوضحتَ كيف يمكن لشخص واحد ان يتغلب على الدعاية المتزايدة للحروب والتي اصبحت كناتج ثانوي للحكومات. ان الحقيقة مطلوبة لاجل اولادنا وبلادنا. شكراً لاستمرارك على قول الحق وايضاح كيف يمكن للحب ان يدحر البغضاء.

21 ايلول 2009


هذا ولا زال فاضل مستمرا في نشر رسالته للسلام والدعوة للاخذ بالقيم والمبادئ التي تشجع على فض النزاعات بالطرق السلمية  وشجب الحروب والعدوان في العالم بالرغم من بلوغه الثامنة والسبعون من العمر. لذلك لا يسعني الا ان اشعر بالفخر والاعتزاز بصديق عمري المناضل العنيد في سبيل الحرية والسلام والدفاع عن العراق الحبيب الى قلبه وادعو من الله ان يمد في عمره ويمتعه بصحة جيدة ليستمر في العمل من اجل الخير للبشرية جمعاء.

الجذور العميقة

لنعود الان الى الماضي السعيد حيث بدأت صداقتنا انا وفاضل منذ الطفولة في مدرسة الحدباء الابتدائية في أوائل أربعينيات القرن الماضي والتي لم تنقطع الى يومنا هذا بالرغم من كافة الظروف الصعبة وهجرتنا وعملنا في مناطق عديدة من العالم. إنها صداقة ذات جذور عميقة استمرت ولم تفتر ابدا حيث لم نكن لنفترق الا لنلتقي في هذا البلد او ذاك وتبقى الإتصالات خلال الفراق مستمرة عبر الهاتف والرسائل.  

لم يكن لمديرية المعارف (التربية) في ذلك الزمان ابنية مدرسية حديثة خاصة بها بل كانت في كثير من الاحيان تستأجر بعض الدور السكنية لاستخدامها كمدارس.

     فكانت بناية مدرسة الحدباء الابتدائية احدى تلك الدور ذات الفناء الواسع المحاط بالعديد من الغرف التي استخدمت ست منها كصفوف والاخرى للادارة. تقع تلك المدرسة في اقصى الجهة الغربية من المدينة بجوار دور عائلة السيد توحي الذين اشتهروا (بعزامة المخبث) ويفصلها عن شارع ابن الاثير- باب سنجار والمتوسطة الغربية (الاعدادية الآن) ارض خلاء تعرف بارض الوطا (الواطئة) التي كانت تستخدم من قبل المدرسة كساحة للرياضة وفي موسم الحصاد كارض للبيادر حيث كنا في صغرنا نركب على الجرجر الذي انقرض لتحل محله ماكنة الدرّاسة الحديثة.

 كانت الصافرة الصباحية تدعونا للاصطفاف امام صفوفنا ومد ايدينا الى الامام ليقوم معلم كل صف بتفقد نظافة ايادينا وقصر اظافرنا ليقوم بعد ذلك مراقب الصف بقلب طاقة قميص كل منا ليتفقدها المعلم ويتأكد من نظافتها.

كان مدير المدرسة في ذلك الزمان المرحوم جلال افندي المفتي المعروف بسدارته الفيصلية وخيزرانه المرعبة للاطفال والتي لا تكاد تفارق يمينه. فقد كانت جاهزة للمتغيبين والكسالى والذين لم يحضروا واجباتهم وغير ذلك ويا ويل لمن يخالف الاوامر او يشاكس. لقد كان رحمه الله قصير القامة نسبيا , كبير الكرش حاد المزاج. فقد كان ينفعل اذا كان ذنب الطالب المسكين كبيراً حيث ان العقوبة لا تتوقف عند الضرب بالخيزران بل يصاحب ذلك سيل من التوبيخ والتقريع الذي لا يخلو من عبارته الشهيرة التي يوجهها الى الطالب بين الحين والآخر , (دب ابن الدب).

 وكان اهلنا يعتبرون العقاب من الامور المفيدة التي تعلمنا النظام اضافة الى الجد والاجتهاد وهم لم يأخذوا النعت بالدب على محمل الجد لعلمهم باخلاص المدير بتعليم ابنائهم. على كل حال لربما كان لأهلنا الحق بعدم الاعتراض على اساليب التعليم الصارمة نوعاً ما بعدما شاهدناه من التسيب والاهمال وقلة الاحترام للمعلم في الكثير من مدارسنا في العقود اللاحقة.

 لقد كان معظم الطلاب من العوائل الساكنة حول واطراف المدرسة لتصل الى بداية محلة الحمام المنقوشة التي تضم دورنا ودور جيراننا عائلة حديد وتمتد الى محلة خزرج والشيخ فتحي والعقيدات من الجهات الاخرى.

لقد ضمت المدرسة خلال فترة دراستنا في الاربعينيات من القرن الماضي نخبة من الاصدقاء والزملاء الذين اذكر منهم اخي العميد الطبيب يحيى العناز مدير الامور الطبية للقاعدة البحرية في البصرة وصديقي العزيز العميد الركن ناصر عزيز حديد واخاه الدكتور في الهندسة المدنية حسون حديد والدكتور احمد سعيد حديد والمهندس مظفر صالح غزال نائب محافظ نينوى  ومدير شرطة المرورالعام احمد عبد الجبار كشمولة وكل من اللواء الركن نعمة الله واخاه مدير الشرطة العام عبد المحسن ولدي خليل خضير الاسود مختار محلة المشاهدة والمربي محمود حامد الطائي اضافة الى الدكتور فاضل القاضلي واخوانه العميد الطبيب عبد المحسن  واالاستاذ احمد  مدير متحف التاريخ الطبيعي في الموصل والمهندس فيصل والمهندس عبدالمالك وأقدم إعتذاري للذين لا تسعفني الذاكرة لذكرهم.

لقد كان فاضل منذ الصغرذكي ذو عقل متفتح مولع بغرائب الاشياء التي تثير الدهشة بين اصدقائه الاطفال اضافة الى عدم خوفه من كثير من الامور التي قد تثير الذعر فينا. فقد كنا نقضي الفرص بين الدروس باللعب والحديث واذا بفاضل خلال احدى تلك الفرص يخرج من جيب سرواله كيساً صغيراً من القماش. لم اعر لذلك اهتماما او لما يحتويه الكيس الا بعد ان قام بفتحه ليخرج ما فيه واذا بحيّةٍ صغيرة تطل برأسها. فأصابنا الخوف ونحن في سن العاشرة او الحادية عشرة وابتعدنا عنه. فما كان من فاضل الا ان قابلنا بابتسامته الماكرة لبيان شجاعته ليخرج الحية التي يبلغ طولها حوالي 15 سم ويدعها تتلوى بين اصابعه الصغيرة ويدعونا لعدم الخوف والإقتراب لمشاهدتها دون جدوى.       

انهينا انا وفاضل الابتدائية لنلتحق بالمتوسطة الغربية (الاعدادية الآن) الواقعة في باب سنجار وكانت قد انشئت حديثا وتفصلها عن المدينة ارض الوطا التي كانت اقرب الدور اليها تلك الواقعة على تل كناس.

انهينا الدراسة المتوسطة في صيف 1952 لنلتحق بالاعدادية المركزية (الشرقية الآن) في وسط المدينة. وبالرغم من درجاتنا العالية فقد نسبنا انا وفاضل الى شعبة الصف الرابع (ز) التي عادة ما ينسب اليها ذوو الدرجات الواطئة او ما كنا نسميها شعبة الكسالى! ومع ان ذلك كان مثبطا لهممنا الا اننا حصلنا على درجات عالية اهلتنا للالتحاق معا بالصف الخامس الشعبة (أ), شعبة المجتهدين.

لقد كانت شعبة الخامس (أ) لعام 1954 تشمل عدداً من خيرة الطلبة الذين اذكر منهم المهندسين صباح الدملوجي واحمد عزيز شهاب وعبد المطلب العريبي وفاضل القاضلي والدكتورعلي عزيز علي والأطباء صديق حسين الخشاب ومطاع الدليمي مع اعتذاري للاخوة الذين لا تسعفني الذاكرة لتذكرهم.

   اما المعلمون الذين كان لهم تأثير يذكر بيننا فكان منهم على سبيل المثال لا الحصر مدرس البلاغة المرحوم ايوب صبري بقامته الطويلة وكرشه الممتلئ وسدارته الفيصلية الشهيرة. فقد كان لديه دفتر خاص يحتوي على محاضراته التي تشمل مبادئ البلاغة ومحاسن وعيوب الشعر بالاضافة الى التعرف على فحول شعراء العصر الجاهلي وعصر صدر الاسلام والخلفاء الراشدين والعصرين الاموي العباسي. فقد كان يملي علينا محاضراته من دفتره العتيق وهو يذرع الصف ذهابه وايابا. ويقال بأن دفتره هذا معمر لم يتغير عبر سنين طويلة. وكان يصر على حفظ الامثلة الشعرية التي يمليها علينا عن محاسن وعيوب الشعر  واغراضه من وصف ومدح وهجاء ورثاء وحماسة وفخر وغزل وغيرها ولا يقبل اي مثل آخر منا وان كان صحيحا. ومن الطريف ان الامتحان الشفهي الفصلي للمحفوظات الشعرية كان يحضره كل من المرحوم ايوب صبري ومعلم اللغة العربية الاخر الاصغر منه سنا الشاعر ووزير الثقافة والارشاد السابق المرحوم  شاذل طاقة. ويقال بانه كثيرا ما كان يدب بينهما الخلاف في تقييم الدرجات.       

رحم الله هذين المدرسين وبقية مدرسينا الاخيار الذين تربينا على ايديهم في كافة مراحلنا الدراسية الذين زرعوا فينا الخصال الحميدة ومكارم الاخلاق اضافة العلوم والآداب لتتخرج على ايديهم اجيالا يفتخر بها.

بعثة النفط

جلسنا لأداء الامتحان الوزاري للبكلوريا في صيف 1954 حيث حصل معظم طلاب شعبتنا على درجات عالية اهلت اربعة منهم للحصول على مقاعد في بعثة النفط وهم فاضل القاضلي لدرسة الهندسة المدنية , صباح الدملوجي لدراسة الهندسة الميكانيكية , احمد عزيز شهاب لدراسة الهندسة الكهربائية بالاضافة لي لدراسة الهندسة المدنية.

لقد كان القبول بالبعثة بالنسبة لي ولمعظم الطلبة الأخرين من خارج بغداد ونحن في سن السابعة او الثامنة عشرة امر امتزج فيه الفرح مع شئ من الرهبة حيث انني لم ارى بغداد من قبل الا مرة واحدة وانا في سن الرابعة عشرة وكان السفر اليها مع الاهل فكيف سيكون السفر الى لندن وحيداً؟ وقد كان الوضع بالنسبة لفاضل اكثر رهبة حيث انه لم يسافر الى بغداد من قبل مطلقا فكيف سيكون العيش في لندن, مدينة الضباب كما كانوا يسمونها, والتي كنا نسمع عنها العجائب من معالمها الشهيرة والدمار الذي لحق بها خلال الحرب وشحة المواد الغذائية وتوزيعها بالبطاقة التموينية وغيرها من الامور التي اختلطت فيها الحقائق مع كثير من الخيال؟

وقد كانت روايات شحة المواد الغذائية وتوزيعها بالبطاقة التموينية خلال سنين الحرب العالمية الثانية وما تلاها من سنين اخرى لغاية 1952 من اكثر الامور التي اثرت فينا وفي اهلنا لذلك فقد قاموا بتزويدنا بكمية لا بأس بها من النواشف كالقسب (التمر الجفف) والتين المجفف والزبيب والجوز واللوز ولا بأس بشئ من الكعك (الكليجة). اما احد الاصدقاء من بغداد فقد زودوه اهله بعلب اللحم والجبن والسمك اضافة الى بطانية حيث انه استعملها في ليلته الاولى في الفندق في لندن حيث انه لم يجرأ أو لم يخطر على باله كشف غطاء المنام المكوي الفاخر ليرى ما تحته من بطانيات صوفية ناعمة وشراشف بيضاء ناصعة اعدت له للاندساس بين طياتها الدافئة فبات ليلته فوق غطاء المنام مرتجفاً ملتحفاً ببطانيته العزيزة!    

 لقد كان من حسن الحظ ان نسافر انا وفاضل سوية في اواخر صيف 1954 على طائرة الخطوط الجوية الفرنسية الى بيروت لقضاء ليلة هناك حيث ان مدى الطائرات في ذلك الزمان كان محدوداً.

اخذونا من مطار بيروت الى الفندق الذي سنقضي ليلتنا فيه فوجدنا فيه العجائب من غرف النوم الفاخرة والعامرة بمختلف انواع الاثاث والحمامات الغربية الناصعة والمناشف المتنوعة التي لم نر مثلها من قبل الا في الافلام السينمائية حيث لم يكن التلفزيون قد وصل العراق في ذلك الوقت.

 طلبنا عشاء فقيل لنا انزلوا الى الطابق الفلاني الذي فيه المطعم. وصلنا المطعم وما ان دخلناه الا لنجده شئ اقرب الى الخيال في السعة والابهة والاكثر من ذلك وجود فرقة موسيقية في احد الاركان تعزف الحانها الشجية لينزل الطعام ليس فقط هنيئاً مريئاً بل راقصاً شجياً.

اجلسونا على احدى الموائد التي تحتوي على انواع الملاعق والشوكات والسكاكين اضافة الى الاقداح وانواع الخبز. فتفاءلنا خيراً بعشاء دسم ولذيذ يفتح الشهية ويليق بابهة المكان. وهنا كانت المفاجأة فبعد قليل من الانتظار وضعوا امام كل منا صحناً من الشوربة فانتظرنا قليلاً لوصول بقية الطعام وعندما لم يأتوا لنا بشئ آخرقلت مع نفسي يا للهول أهذا عشاءنا بعد كل ما رأينا من تلك الرفاهية؟ انا اعلم ان اهلنا قد حذرونا من شحة الطعام في اوربا لكننا لا زلنا في بيروت ويظهر بان العشاء هنا مقصور على الشوربة فكيف سيكون الحال في بريطانيا التي لا زالت تعاني من شحة المواد الغذائية؟ توكلنا على الله وبدأنا بشرب الشوربة مع اكل الخبز لسد الجوع. وهنا كانت المفاجأة الثانية حيث جاءني النادل بسرواله الاسود الانيق وقميصه الابيض الناصع وربطة عنقه السوداء على شكل عقدة وابتسامته المشفقة المطمئنة, والذي قدر ما نحن فيه من السذاجة وعدم المعرفة بالاصول (الأتيكيت), ليهمس في اذني ان هناك لحمة وكبة وخضار وفاكهة واشياء اخرى عددها. فتعجبت عندها وسألته ما دام هناك كل تلك الاطعمة لماذا قدم لنا الشوربة فقط ولم يقدم معها بعضا من تلك الأطعمة؟ وطلبت منه اخذ صحن الشوربة وبقية ما فيه وتقديم ما لذ وطاب من الاطعمة الشهية التي ذكرها. لقد فهمنا عند ذلك بان انواع الأطعمة تقدم الواحدة تلو الاخرى وكانت هذه المفاجأة الاولى والدرس الأول الذي تعلمناه وما اكثر المفاجآت والدروس الاخرى التي تعلمناها فيما بعد خلال  فترة دراستنا في بريطانيا وما سمعناه عن الكثير من امثال ذلك من الطرائف من بقية زملائنا الطلاب.   

وصلنا لندن لنقضي فيها اياماً قليلة قبل ان نفترق انا وفاضل بعدها لأول مرة للحصول على الشهادة البريطانية العامة التي حصلنا عليها في سنة 1956. التحق فاضل بعدها بجامعة ليفربول والتحقت انا  بجامعة شفيلد لنحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية سنة 1959 . لقد كنا خلال الخمس سنوات من دراستنا في بريطانيا على اتصال دائم تتخلله لقاءات بين الحين والآخر.

ومن الطريف انني والغالبية العظمى من طلاب ذلك الزمان لم نستطع الاتصال باهلنا بتاتاً خلال سنوات الدراسة الخمس لعدم توفر الهواتف في دورنا في العراق او في معظم اماكن سكننا في بريطانيا اضافة الى غلاء ثمن المكالمات لنرى طلبتنا اليوم وبايديهم الهواتف النقالة وهم يكلمون اهلهم في اخر الدنيا متى شاؤوا لا بل يشاهدوهم على شاشات الحاسوب وبابخس الاثمان.

رجعنا بعد تخرجنا الى العراق في خريف 1959 لنلتقي من جديد في كلية الضباط الاحتياط في ربيع 1960 لنتخرج برتبة ملازم ثاني احتياط في 14 تموز 1960. وهنا يحالفنا الحظ مرة اخرى ليلتم الشمل من جديد حيث نسبنا للعمل في مديرية الاشغال العسكرية العامة في مقرها بوزارة الدفاع اولا ثم نقلنا الى الكلية العسكرية في الرستمية كمدرسين حيث كان فاضل يدرس اللغة الانكليزية والفيزاء وكنت انا ادرس الرياضيات  للصفوف المستجدة والمتوسطة والمنتهية لنرى طلبتنا بعد سنين يحملون رتبهم العالية في الجيش العراقي بفخر واعتزاز.

 صداقة عمرها سبعون سنة
انتهت امتحانات الكلية العسكرية في تموز 1961 وبعد حفلة التخرج التحقت انا بشركة نفط العراق في كركوك والتحق فاضل بمصفى الدورة في بغداد لنفترق من جديد. والبرغم من ان ذلك الفراق اخذنا الى بلاد بعضها كما يقال في آخر الدنيا الا اننا بقينا على اتصال مستمر تتخلله بعض اللقاءات التي تعيد لنا ذكريات جميلة لصداقة عمر طويلة قاربت السبعة عقود ولا زالت مستمرة وقوية حتى الآن قلت فيها قصيدتي المهداة لفاضل بعنوان (صديق العمر) والتي منها الابيات التالية :

صديقُ  العمر  حيّانـا      وصاغ  الـودَّ  ألـوانـا
بصوتٍ  هادئٍ عـذب ٍ     فأجرى  الشوقَ  ألحانا

**********

وعدنا  نذكـرُ  الماضي     ومـا صـار  وما  كانا
ويوم  كـنّـا  صـبـيـانـا      وكان  الأهـل  جيـرانا

نطوفُ  الحيَ  تِجوالا      زُرافـاتٍ  ووحـدانــا

**********

وعاد  يذكر  الحاضر    ويحكي  بعض  شكوانا
يـقـول  عـادني  هــمٌّ     وقد  اصبحتُ  حـيرانـا

بلادي  أصبحت  قـفراً      وزاد  الظلمُ  طغـيانـا
فقد  أضحى  كما  يبدو      عـزيـز  القوم  قد هانا

وأمسى  الحرّ  مأسوراً      يـباتُ  الـليل سهـرانا
فكيف  الصبر  يا خِلّي      وقد  أمسـيـنا  نسيانـا

**********
فـقلت  يا  أخي  مهـلاً      ففجر  الفـتح  قد  حانـا

سيهوي  كلّ  طاغوتٍ      ويشقـى  كلّ  من  خـانا
لـتعـلـو  رايـة  الـعـدلِ      ويزهـو  الحقُ  جـذلانا

**********

الى اخر تلك القصيدة الطويلة التي يمكن الاطلاع عليها في مدونتي:

ghanim-anaz.blogspot.co.uk
 


الأستاذ الدكتور سمير بشير حديد
07/11/2013 5:25am
كثيرا ما نسمع في عراقنا الحبيب عن أبطال الحروب وهم كثر خاصة عندما تشتد المعارك ويزداد فيها عدد الضحايا. ولم يطرق لسمعي ابطال السلام، ربما أول بطل سلام اسمع عنه هو الدكتور المهندس فاضل القاضلي، وما اسعدني انه من العراق والموصل وبالتحديد من محلة المشاهدة التي تربيت في عوجاتها وقضيت طفولتي وصباي وشبابي فيها، ولم افارقها حتى سفري لدراسة الدكتوراه. شكرا لك أستاذي القدير غانم العناز على هذا السرد الرائع وهذه الذكريات الجميلة، لقد اعدتني الى اكثر من خمسة عقود مضت وذكرتني بمدرستي الحدباء الإبتدائية في منطقة سيد توحي، ومديرها جلال المفتي (رحمه الله) وكانت يفصل بين المدرسة ومعمل ثلج الرشيد وماكنة طحن الحبوب تلة لا اعرف سرها، وكنا نخرج ونلعب في الأرض الواطئة التي ذكرتها، واتذكر في بداية عام 1958 خرجنا للتظاهر ضد الأنكليز وفرقونا بضرب إطلاقة مدفع في الهواء الطلق ارعبتنا وفرقتنا. كانت ايام جميلة وذكريات أجمل، احييك استاذي العزيز وضيفك الكريم
Reply
سالم إيليا
07/11/2013 7:31am
الى الأستاذ المهندس والشاعر والأديب غانم العنّاز أهدي تحياتي وتقديري على هذا السرد لمسيرة حياة بطل من أبطال السلام الذي يكافح في بلد تسعى حكوماته المتعاقبة الى إشاعة ونشر الدمار للهيمنة على خيرات الشعوب ، لكم نتمنى أن تزداد أعداد أبطال السلام في العالم وترتفع أصواتهم عالياً للمطالبة بوقف الحروب ليحل السلام وتنعم البشرية بالراحة والأمان ، لكما مني إيها التوأمان بالصداقة والوفاء لبعضكما الدكتور المهندس فاضل القاضلي والمهندس الأديب غانم العنّاز كل المحبة والتقدير وأطال الله في عمر صداقتكما ، فما أحلى الوفاء حين يتجلى في شخصين متقاربين بالرؤى والأفكار ـ ـ سالم إيليا
Reply
08/11/2013 1:42am
تحية شكر وتقدير لك اخي العزيز الاستاذ القدير والعالم الامعي سمير حديد لاشادتك باحد ابطالنا الذين دافعوا عن بلدهم العزيز وقاوموا غزاته والطامعين فيه في عقر دارهم بالكلمة الصادقة والحجة الواضحة والشجاعة الجريئة التي ساهمت في كشف اكاذيبهم ونواياهم الخفية والخبيثة لتدمير العراق عن طريق اشعال نار الفتنة فيه لقتل وتهجير وارهاب حكمائه وعلمائه وخبرائه وادبائه وتدمير صروحه الثقافية والعلمية وبناه التحتية لاعادته الى العصور الحجرية كما صرح بذلك علانية وزير الخارجية الامريكية السابق جيمس بيكر كي يتاح لهم نهب خيراته النفطية وسرقة كنوزه الاثرية واستلاب ارادته القوية.
فتحية اجلال وتقدير لأولئك الابطال من امثال الدكتور فاضل القاضلي الذين يدافعون عن العراق في المحافل الدولية ويقارعون الفتنة المقيتة والفساد المستشري في الداخل ويدعون الى لم الشمل بين ابنائه والعمل على اعادت ما تم تدميره ليعم الامن والسلام والرخاء بين ابنائه بعون الله
Reply
08/11/2013 1:46am
كما سرني انني اعدت اليك ذكريات جميلة عن مدرستنا الحدباء الابتدائية العتيدة وعن طرق وعوجات واماكن اثيرة في محلتنا المشاهدة الاصيلة وعن أصدقاء أحباء وجيران أوفياء ومدينة مباركة عزيزة.
بارك الله فيك وفي اعضاء مجلس ادارة بيت الموصل لما تقومون به من نشر للعلوم والآداب والفنون والتراث وإتاحة الفرصة لكتّابكم الكرام للتنفيس عما يجيش في صدورهم من حكايات وذكريات جميلة تعيد البهجة والبسمة لشفاه قرائهم الافاضل
Reply
08/11/2013 1:53am
احييك بدوري اخي الكريم سالم واشكر لك شعورك النبيل وكلماتك الرقيقة بحق احد قادة السلام العالميين الدكتور فاضل القاضلي الذي كرمته محافل سلام دولية مشهود لها بمنحه لقب (قائد سلام عالمي بارز) لقول الحق وشجب العدوان واستهجان الحروب والدفاع عن الشعوب المغلوب على امرها.
كما اشكر لك شعورك الفياض بالمحبة والدعاء لي ولصديق عمري لا بل توأمي كما سميته وارجو ان تكون قد استعدت تمام الصحة والعافية بعد العملية الجراحية 
Reply
أ. د. أحمد عبد الله الحسو
08/11/2013 10:29am
مقال يفيض وفاء بين صديقين حميمين جمعهما كفاح متصل منذ عهد الطفولة من اجل العلم والمعرفة، توَّجَهُ هذا الحديث عن دور الدكتور القاضلي في الدعوة للسلم ونبذ الحرب وحب الانسان ، وتلك لعمري ام الدعوات واكثرها ضرورة في عالم يتفنن في قتل نفسه. ان الدعوة الى السلم تعني المشاركة في صنع الحياة.
تحياتي لكاتب هذه المقالة الجميلة وكاني به يدعو من خلالها الى ان تتكاتف الايدي والى ان تنطلق العقول نحو ما يحفظ للبشرية انسانيتها
تحياتي للدكتور القاضلي وهو يعيش هذه المعاني المقدسة من اجل الوطن ومن اجل كل انسان دونما تمييز
تحياتي لكل من يؤمن ان هذا العالم هو بيت الانسان وان البشر جميعا مسؤولون ان يجنبوه ويلات الحرب وان يغمروه سلما وسلاما
مع تحياتي وتقديري وتمنياتي الطيبة للدكتور العناز والدكتور القاضلي
Reply
غانم العناز
09/11/2013 10:10am
بارك الله فيك اخي العزيز الاديب والشاعر الالمعي والمؤرخ والمؤلف الفذ الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله الحسو، الذي اغنى مكتباتنا ببحوثه الثمينة وكتبه القيمة واشعاره البليغة على كلماتك الرائعة بحق الدكتور فاضل القاضلي ومشاركته بالدعوة الى السلام ونبذ وشجب الحروب المقيتة وكيف لا وانت ممن يشهد لهم بالاخلاق الرفيعة والكلمة الرصينة الصادقة والوطنية الاصيلة الخالصة والتاريخ العريض المشرف
انه من دواعي سروري ان اسمع منك واقرأ لك لاحييك بدوري اطيب تحية وادعو لك بالخير العميم والعمر المديد لنشر الكلمة الطيبة وزرع المحبة الخالصة واعلاء كلمة الحق من اجل لم الشمل وتوحيد القلوب ليعم السلام في ربوع وطننا الحبيب
من اطيب التمنيات لك بكل خير غانم العناز

 واتفورد - ضواحي لندن

تشرين ثاني 2013