فلم بعنوان (رسائل من بغداد) عن حياة جيرترود بيل
وسليمان فيضي كنموذج للعراقيين الوطنيين االاحرار
بقلم : غانم العنّـاز
مقدمة
تم في يوم 18 ايلول 2017 عرض الفلم الوثائقي لأول مرة (رسائل من
بغداد) على قناة بي بي سي 4 التلفزيونية.
رسائل من بغداد ، هو فلم وثائقي عن حياة جيرترود بيل عالمة الآثار
البريطانية والدبلوماسية التي قضت جزء كبيرا من حياتها في العراق اثناء الاحتلال
البريطاني بعد سقوط الامبراطورية العثماننية في بداية القرن العشرين.
كما انه يؤرخ لسنوات الاحتلال البريطاني للعراق والذي اختيرت فيه شخصية
سليمان فيضي الموصلي بصفته كمحامي قدير وناشط وطني عنيد ضد الاحتلال كنموذج
للعراقيين الاحرار الذين ناضلوا من اجل انشاء دولة عراقية والذين توجت جهودهم
بالنجاح في عام 1921 ليتم خلالها تتويج فيصل ابن الشريف حسين ملكا على العراق.
نبذة عن حياة جيرترود بيل
ولدت جيرترود بيل في 14 تموز 1868 لعائلة ثرية امنّت لها دراسة عالية
ومكنتها من االسفر والاستكشاف. توفيت امها وهي في السنة الثالثة من عمرها مما وثق
العلاقة بينها وبين والدها طوال فترة حياتها وكتبت له الكثير من رسائلها موضوع هذا
الفلم. تزوج والدها وهي في السابعة من عمرها من كاتبة قصص الاطفال فلورنس التي
ارسلت جيرترود اليها الكثير من رسائلها المشهورة من بغداد ايضا.
بعد اكمال دراستها الاولية وهي في السنة السابعة عشرة من عمرها ، التحقت
جيرترود بجامعة اوكسفور لدراسة التاريخ الحديث لتتخرج منها بعد سنتين في عام 1892 بدرج
شرف لتعتبر من النساء القلائل اللواتي حصلن على مثل هذه الدرجة في ذلك الزمان.
لم تتزوج جيرترود الا انه كان لها علاقة حب قصيرة مع ضابط بريطاني باسم جالس وايلي التي انتهت
بمقتله في عام 1915 في معركة جنا قلعة الشهيرة في تركيا.
سافرت جيرترود بعد تخرجها من جامعة اوكسفورد الى طهران لزياررة عمها
الذي كان يقوم بمهام السفير البريطاني هناك. قامت بعد ذلك بنشر كتابها (صور من
بلاد فارس) في عام 1892 تصف رحلتها ومشاهداتها هناك.
قضت بعد ذلك فترة من الزمن في تسلق الجبال في سويسرا وبدأت خلالها
بالاهتمام بعلوم الآثار واللغات. فتعلمت اللغات العربية والفارسية والالمانية
والفرنسية وقليلا من اللغتين الايطالية والتركية.
قامت بعد ذلك في عام 1899 برحلتها الشهيرة الى فلسطين وسوريا حيث زارت
القدس ودشق وجبل الدروز.
قامت بعد ذلك في عام 1907 بنشر كتابها (سوريا : الصحراء) سردت فيه
مشاهداتها وتصاويرها خلال تلك الرحلة عن المدن التي مرت بها كدمشق والقدس وبيروت
وانتطاكيا وغيرها التي فتحت الطريق امام علماء الآثار للسفر الى المنطقة
للتنقيب والاستكشاف.
عادت مرة اخرى في عام 1907 الى
الشرق الاوسط للالتحاق بفرقة التنقيب الي كانت تعمل في المنطقة والتي اكتشفت بعض
الآثار في اعالي الفرات في سوريا.
وفي كانون الثاني من عام 1909 جاءت الى العراق لتزور بعض الآثار كقصر
الاخيضر واطلال بابل وبعض المدن كالنجف وقامت برسم بعض الخرائط عنها.
ثم قامت في عام 1913 برحلتها الشهيرة التي زارت فيها مدينة حائل في الجزيرة
العربية لتصبح المرأة الغربية الثانية في التاريخ التي قامت بزيارتها بعد ليدي آن
بلانت.
لقد قامت جيرترود بيل خلال رحلاتها تلك بجمع معلومات قيمة عن العشائر
التي مرت بها كما كانت اول من استطاع جمع معلومات مفيدة عن عوائل الشيوخ والمتنفذين
في المنطقة وقد ساعدها ، كونها امرأة ، الاختلاط بنسائهم مما اعانها كثيرا في وظيفتها اللاحقة في
دائرة المندوب السامي البريطاني في العراق بعد احتلاله.
وفي نهاية عام 1915 التحقت جيرترود بالمخابرات البريطانية لما لها من
المؤهلات الكثيرة المذكورة اعلاه اضافة الى مهارتها في ركوب الجمال والخيل
وقدراتها الجسمية على تحمل الاعباء بالرغم من قصر قامتها وضعف بنيتها.
ارسلت بعد ذلك في بداية 1916 الى قسم المخابرات في القاهره حيث التقت
هناك بلورانس العرب الشهير.
لم تلبث هناك طويلا حتى ارسلت في بداية آذار 1916 الى البصرة للالتحاق
بمكتب رئيس المكتب السياسي البريطاني سير برسي كوكس بوظيفة ضابط ارتباط لمكتب
المخابرات في القاهرة.
انتقلت الى بغداد بعد احتلالها وعينت بوظيفة (مستشارة الشرق الاوسط )
في مكتب المندوب السامي البريطاني في العراق سير برسي كوكس.
لقد اشتهرت جيرترود خلال فترة بقائها بالعراق بالقاب عديدة منها المس
بيل والخاتون وصانغة الملوك وراسمة حدود الدولة العراقية الحالية ومؤسسة المتحف
العراقي التي قامت تزويده بالآثار الكثيرة.
انتحىرت جيرتود بيل باخذها جرعة كبيرة من الحبوب في عام 1926 بعد ان
تلاشت سلطتها واصابها احباط شديد بعد قيام الدولة العراقية لتدفن منسية في المقبرة
البريطانية في الباب الشرقي في بغداد.
نبذة عن حياة سليمان فيضي
لقد اختار مخرج الفلم شخصية المرحوم
سليمان فيضي الموصلي الذي تقمصها بالفلم احد العراقيين كنموذج للعراقي الوطني الشريف الذي قالت عنه جرترود
بيل بانه احد السياسيين والمتنفذين العراقيين القلائل الذين لم يطلبوا منها مساعدة
ما كما هو الحال مع الكثير منهم.
فهو محام قدير حائز على شهادة
الحقوق من استنبول ومؤسس ورئيس تحرير اول جريدة سياسية في البصرة بعنوان (جريدة
الايقاظ). كما انه كان عضوا في برلمان
مجلس المبعوثان العثماني وناضل ضد سياسة التتريك في البلاد العربية. هذا
اضافه الى عمله كناشط سياسي وطني عنيد لا تأحذه في الله لومة لائم فلا غرابة
لاختياره من قبل مخرج الفلم كنوذج للمواطن العراقي الوطني الحر والنزيه. واليك
نبذة قصيرة عن حياته رحمه الله.
ولد سليمان فيضي في الموصل عام 1885
والتحق في طفولته (بالملا) ثم دخل المدرسة الاعدادية ذات الخمسة صفوف وهو في السنة
العاشرة من عمره. وبعد اكماله السنة الرابعة في المدرسة التحق بالمدرسة الاعدادية
العسكرية في بغداد لمدة خمس سنوات دراسية تؤهله للالتحاق بالكلية الحربية في
استانبول ليتخرج كضابط في الجيش العثماني.
استمرت الدراسة بصورة جيدة خلال
السنوات الاربع الاولى الا انه فصل من الدراسة مع رفاق له بعد مشادة حصلت بين
الطلاب.
ذهب الى البصرة وبدأ بدراسة القانون ليعين عضوا في احدى محاكمها ليستمر
فيه ليصدر اول جريدة باللغة العربية في البصرة في عام 1909 بعنوان (الايقاظ)
وفي العام 1911 سافر الى الاستانة للدراسة ليحصل على شهادة الحقوق مما
فتح المجال امامه للانخراط بالعمل السياسي من اوسع ابوابه.
وفي العام 1914 فاز سليمان فيضي وهو في سن التاسعة والعشرين
بالانتخابات واصبح نائبا عن ولاية البصرة ليصل الى استانبول في آذار 1914 ويحضر
افتتاح المجلس النيابي العثماني (مجلس المبعوثان) في نيسان من تلك السنة.
انتقل بعد ذلك الى بغداد ليعين عضوا في محكمة استئناف العراق في عام
1919 وكأستاذ في كلية الحقوق العراقية للسنتين الدراسيتين 1920 – 1921 و 1921 –
1922
اذن ، فهو من ذلك الصنف من الرجال العصاميين الذين لديهم المقدرة على
الاجتهاد والمثابرة للتغلب على العقبات باصرار كبير لتحقيق اهدافهم النبيلة في
الحياة.
وهو ايضا من ذلك الرعيل الاول من رواد النهضة العربية في نهاية القرن
التاسع عشر وبداية القرن العشرين الذين عملوا باخلاص على مكافحة الظلم والجهل
والفقر والمرض وغيرها من الآفات التي كانت تنخر في جسد الامة.
كما انه شارك في انشاء الدولة العراقية وتنصيب الملك فيصل الاول ملكا
على العراق كما سنرى من خلال هذا الفلم الوثائقي المرفق.
وفي العام 1936 انتخب سليمان فيضي عضوا في مجلس النواب العراقي وليعود
بعدها الى مزاولة مهنة المحاماة ثم ليخلد
للتأليف وكتابة مذكراتة المشهورة ولينتقل اخيرا الى جوار ربه في عام 1952 رحمه
الله.
جيرترود بيل وسليمان فيضي
عـلاقــة الــنــد لـلــنــد
لقد وقف
سليمان فيضي في صفوف المعارضين للاحتلال البريطاني والمطالبة بالاستقلال كما سنرى
ذلك خلال الفلم.
لذلك فقد
كانت علاقة سليمان فيضي بجرترود بيل متوترة في معظم الاحيان الا انه كان يسودها كذلك
الاحترام المتبادل فهي تعمل من اجل مصالح بريطانيا العظمى في ذلك الزمان وهو يعمل
من اجل مصالح العراق الذي يتوق للاستقلال كما يظهر ذلك جليا في هذا الفلم
الوثائقي.
ارسلت
المستشارة الى سليمان فيضي رسالة قصيرة بخط
يدها باللغة العربية جاء فيها :
""حضرة
الفاضل
اذا كان
مناسب الى حضرتك وانا موجود في البيت من السعه سبع ونصف الصبح الى السعه واحدة او
من السعة اربعه الى السعه خمسه ونصف بعد الظهر
المخلصة
كرترود بيل"" كما مبين بصورة الرسالة المرفقة.
ذهب
سليمان فيضي الى الخاتون وعند دخوله للقائها قالت له ، انك حين ذهبت الى البصرة هيجت
خواطر اهلها بما رويته عن الشعور الوطني في بغداد ، وبوصف الاحتفالات الدينية
الوطنية في مساجدها وصفا مبالغ فيه.
فاجابها
سليمان باني سئلت فاجبت ، وقد توخيت الصدق في اجابتي ، وليس يضيرني ان هاجت خواطر
الناس ان لم تهج ، طالما اني رويت الحقيقة دون مبالغة.
فقالت محتدة
: ان الحكومة البريطانية لن تغفر للذين يناهضون سياستها ، ولن تتوانى عن انزال
العقوبات بهم...الى غير ذلك من عبارات التهديد.
يقول رحمه
الله فلم اعرها اهتماما وانصرفت.
كتبت المس
بيل الى والدها بتاريخ 14 حزيران 1920 واحدة
من اهم رسائلها عن سليمان فيضي وعن الاوضاع المضطربة في المدن العراقية قبيل ثورة
العشرين جاء فيها ما يلي:
""
لقد مر بنا اسبوع عاصف ، الوطنيون يصعدون دعايتهم ، هناك اجتماعات دائمية في
المساجد ...ارفق طيا منهاجا للجماعة المعتدلين ، اماالمتطرفون فانهم ينادون
بالاستقلال بدون اي انتداب ، على الاقل هذا ما يقولونه ، عالمين جيدا في قلوبهم
انهم غير قادرين على تحقيقه. انا شخصيا لا اعتقد بحدوث انفجار هنا او في الالوية ،
ولكن ذلك محتمل وهو اكثر ما احرص على تفاديه ، في الحقيقة انا متعاطفة كليا مع
سليمان فيضي ، وارفق اراؤه التي هي اكثر
تقاربا مع ما كنت اردده كل الاحيان خلال الاشهر الثمانية الاخيرة...يوجد بينهم
رجال قديرون ولديهم خبرة جيدة ، ولو التقينا بهم الى اسس متكافئة فسوف لن يكون من
الصعب ان نجدهم يتصرفون بحكمة.
وارفقت
طيا مع رسالتها نسخة من التقرير التالي:
""تقرير
المس بيل من بغداد في 13 جزيران 1920 والمرسل الى حكومة الهند ومنها ، وتحت عنوان
( مستقبل العراق) الى وزارة الخارجية في لندن واللورد كيرزون في القاهرة الاحد 13 حزيزان 1920""
""
جاءني سليمان فيضي الليلة الماضية وطرح علي وجهة النظر العربية بكل وضوح وكان
المستر فوربس حاضرا ، انه شخصيا من المعتدلين
، ويرغب ان يرى حكومة عربية تحت الانتداب البريطاني وبالمناسبة ، مثل
الكثير منهم ، فهو يكره (وصاية) كترجمة لكلمة
Mandate
ويفضل (حماية) ، يبدو لي انني
تعلمت كلمة (وصاية) من العرب ذاتهم ، اولا في سورية ومن ثم هنا. على كل حال فالاسم
ليس مهما بقدر ما يتعلق الامر بنا ، انما المهم هو المعنى والمدى اللذان تربطهما
بكلمة
Mandate
مهما كانت الترجمة.
عرض سليمان وجهة نظره كما يلي :
1 – منذ
احتلالكم بغداد وانتم تتكلمون عن حكومة عربية ولكن بعد مضي اكثر من ثلاث سنوات لم
يتحقق شيء**.
2- اعطيتمونا تفسيرا لذلك بانكم لا
تستطيعون عمل شيء قبل ان يتم التوقيع على اتفاقية السلام مع تركيا. ولكن ، بقدر ما
نعلم ، ان ذلك قد يمتد لاشهر او حتى لسنوات قادمة.
ثانيا انكم لا تقولون انكم لم
تستطيعوا عمل اي شيء حتى يضمن لكم الانتداب ذلك التفسير لا يحمل اسبابا مقنعة
لاننا شهدنا حكومة عربية مستقلة تقام في سورية قبل ان تحصل اي دولة غربية على ضمان الانتداب. ( لقد فكرت مليا
بالفقرة الاخيرة ولا بد لي ان اعترف بانه من الصعب علي التوصل الى اي جواب لها سوى
جواب واحد لكنه بعيد ان يكون مقنعا ، وهو ان قوى التحالف اجبرت على الاعتراف
بحكومة عربية مستقلة في سورية لان السوريين فرضوا ذلك عليهم. ومهما ناقضت ذلك
التصريحات المختلفة ومنها ساكس بيكو، فاحتمال الشك ضعيف جدا بان فرنسا لم تكن
لتعترف بفيصل اميرا لدولة ذات حكم ذاتي لو انها كانت في موقف تستطيع به ان تفعل
غير ذلك. ان الضعف في هذا الجواب يكمن في حقيقة وجود تقرير صريح مكشوف لعرب العراق
وهو ""اذا حقق السوريون استقلالهم بالقوة فلماذا لا نفعل نحن نفس الشيء؟
اننا نعتزم المحاولة"". مع انني اعتقد ان سليما فيضي وكثيرين من امثاله
ينفرون جدا من اللجوء الى استخدام القوة ، لانهم لا يرون في ذلك طريقا صالحا لاقامة
دولة مستقرة ، فان انطباعي هو انهم يجدون صعوبة كبيرة لمواجهة هذا الاتجاه في
التفكير بضمير مرتاح).
تقول المس بيل اعود الآن الى
المناقشة العامة حيث يقول سليمان فيضي :
3- قلتم في تصريحكم
بانكم ستقيمون حكومة وطنية تستمد سلطتها من المبادرة والاختيار الحر لاهل البلاد ،
لكنكم مضيتم في صياغة منهاج دون استشارة احد **. لقد كان
من السهل عليكم ان تضموا الى مجالسكم واحدا او اثنين من الاشخاص البارزين مما كان
سيزيح الانتقاص الموجه اليكم ضد منهاجكم , بغض النظران كان المنهاج نفسه جيدا ام
رديئا. تقولون ان في نيتكم اعطاء فرصة
كاملة للشعب لمناقشة المنهاج ولكني اجيب بان ذلك لم يكن افضل طريقة للوصول الى حل
مرض. لقد استعديتموهم حين لم تطلبوا من بعض الاشخاص البارزين ان يساعدوكم في
صياغته. ان منهاجكم حاليا متوفر بين ايدي الجميع. انا شخصيا املك ما اعتقد انه
نسخة كاملة وتامة منه. وعمليا فان كل فرد في بغداد اذا اراد الحصول على نسخة منه
قد حصل عايه. نحن لا نقبله مطلقا ، ونعتقد انه يتضمن عددا كبيرا من الفرضيات غير
المقبولة. ساعطيكِ مثالا ما دمتِ تريدين ذلك : نحن لن نوافق على تعيين رئيس المجلس
من قبل الحكومة ، واننا نعتبراختياره من قبل المجلس امرا اساسيا.
4- اذا كان هذا هو المنهاج او اخر
مشابه له لانني لا استطيع الجزم من ان النسخة التي في حوزتي دقيقة في مفرداتها هو
ما سيقدم لنا فاستطيع ان اخبرك من الآن بانه لم يكون مرضيا. هل سيكون بعدئذ من
المقبول ارسال وفد الى انكلترا لطرح وجهة نظرنا على الحكومة البريطانية. تسأليني
ان كنت اعتقد انهم سيذهبون وانا اجيبك نعم ، اعتقد انهم سيفلبون انا شخصيا ارى هذا
هو الحل الاحسن.
5- ليس في مقدوركم ان تدعواالامور
تمضي كما هي عليه الآن. فالهياج يبلغ ابعادا خطيرة. انني اخشى جدا من وقوع اضطراب
علني ، ربما ليس في بغداد ولكن في الالوية ، لان جميع العشائر متأثرة بما يجري. ان
لدي الرغبة القصوى في تجنب هذا لصالحنا وصالحكم. انا اعتبر الاجتماعات في الجوامع
امرا بغيضا. وارى المزج بين الدين والسياسة يشكل خطورة خاصة لانه من غير الممكن
تقريبا بالنسبة لي او لاي شخص آخر ان يقف في مواجهته. ومع انني اكره المواليد كراهية
شديدة ، اجد نفسي مضطرا للذهاب اليها ولا أجرؤ عن التغيب عنها ، لقد صار هذا الضغط
يثفل كاهلي. ولكِ ان تتأكدي بان هذه هي حالة العديد من الآخرين. انه من الافضل
كثيرا لو كان الناس يقيمون مثل هذه الاجتماعات او يؤسسون النودي للنقاش ، بحيث
يجري الفصل بين الدين والسياسة جهد الامكان.
6- هناك نقطة اخرى ارغب في تأكيدها
بقوة عليك ، وهي ان تأخذوا بالمشورة الصحيحة وتتركوا لنا قدرا من حرية التصرف. لن
نستطيع ادارة البلاد دون مساعدتكم ونصحكم ، ولسوف نلجأ لكم حالا بطلبهما اذا لم
تحاولوا اجبارنا على ذلك. انني اعتقد انكم غير قادرين على فرض ذلك علينا بالقوة ،
ولكن اذا تصرفتم الآن بحذر وترو فسوف لن تحتاجوا ابدا الى محاولة الفرض.
**إن الفقرتين المؤشرتين
باللون الاحمراعلاه قد جاءتا على لسان الممثل لشخصية سليمان فبضي في الفلم وهما
موجودتان بنفس النص والصيغة في مذكرات المرحوم سليمان فيضي.
الخلاصة
انه يمكن القول بان ما جاء في هذا
الفلم من احداث قد اعتمدت على وثائق يمكن الرجوع اليها في مصادرها وان اقوال الشهود
من الذين عاصروا الاحداث لابد ان تكون موثقة كذلك. وقد يكون هناك من لديه آراء اخرى
عن بعض الاحداث الا انه يمكن القول بان
الفلم يشكل وثيقة مهمة اخرى تؤرخ لنشوء الدولة العراقية الحديثة.
هذا ونرفق مع هذه المقالة الفلم
بالكامل لمن يريد مشاهدته.
والله الموفق
غانم العنّاز – ابن اخت المرحوم
سليمان فيضي
25 ايلول 2017
لمشاهدة الفلم انقر هنا
نقد الفلم بقلم ديفد باركنسون
Letters from Baghdad
Sabine Krayenbühl (2016)
91min
PG Certific
Tilda Swinton narrates the story of Oxford-educated
explorer Gertrude Bell: explorer, cartographer and political attache
by David Parkinson
As history is invariably written by male
victors, the "female Lawrence of Arabia" has largely been airbrushed
out of the accounts of Britain's attempts to create an Arab state in the Middle
East in the aftermath of the Great War. First-time directors Sabin Krayenbühl
and Zeva Oelbaum spent years amassing archive footage in a bid to do justice to
the legacy of Gertrude Bell, the Oxford-educated explorer, cartographer,
archaeologist and political attaché whose correspondence is thoughtfully read
by Tilda Swinton in this intriguing overview of the origins of Iraq. With a
fine cast speaking to camera in the guise of Bell's contemporaries, the
documentary has the scholastic rigour to avoid hagiography. Indeed, it's as
frank about Bell's snobbery and vanity as it is about the
passionate affairs that dominate Werner Herzog’s ill-starred biopic Queen of
the Desert (2015). But this also suggests how differently things might have
turned out in this tinderbox region had British Commissioner Arnold Wilson not
rejected Bell’s informed proposals for the governing of King Faisal’s
ethnically and spiritually diverse (and combustible) realm. David Parkinson
Summary
The extraordinary and dramatic story of Gertrude Bell, who
helped to shape the modern Middle East after the Second World War in ways that
still reverberate today. Using never-seen-before footage of the region, the
film chronicles Bell's extraordinary journey into both the uncharted Arabian
desert and the inner sanctum of British male colonial power.
Cast & Crew
Gertrude
Bell Tilda Swinton
Young
Gertrude Bell Rose Leslie
Sgt
Frank Stafford Adam Astill
Janet
Courtney Joanna David
TE
Lawrence Eric Loscheider
Winston
Churchill / Oxford lecturer / General Maude Robert Ian Mackenzie
Henry
Cadogan Paul McGann
Lady
Florence Bell Helen Ryan
Vita
Sackville-West Rachael Stirling
General
Sir George MacMunn Nicholas Woodeson
Director Sabine Krayenbühl
Director
Zeva Oelbaum
Comments
Dear Ghanim,
Just to say how proud we are of your work and poetry. The latest is an additional excellent contribution to Iraq culture, directly and indirectly.
Please let me invite you (and other friends) for lunch at UCL when you can make it!
Best wishes,
Dr Athem Alsabti
University College London (UCL
Just to say how proud we are of your work and poetry. The latest is an additional excellent contribution to Iraq culture, directly and indirectly.
Please let me invite you (and other friends) for lunch at UCL when you can make it!
Best wishes,
Dr Athem Alsabti
University College London (UCL
No comments:
Post a Comment