Wednesday, 14 June 2017

أكـاذيـب الـعــصـر الـكـبـرى لــتـدمـيــر ألـعــراق



أكـاذيـب  الـعــصـر الـكـبـرى لــتـدمـيــر ألـعــراق

ودولــة الــقــانــون الــعــظــمــى

بقلم غانم العـنّـاز    

عــصــر الـــثــورات والانــقــلابــات

____________________

لقد عانى العراق خلال العقود العديدة الماضية ما فيه الكفاية من عدم الاستقرار السياسي والتذبذب الاقتصادي والتوتر الاجتماعي والهاجس الامني بسبب الاضطرابات المتلاحقة والانقلابات المتتابعة والثورات المتعاقبة.  ثم جاءت الحروب المدمرة ليتبعها ذلك الحصار المقيت الطويل الذي ادى بالتالي الى تدهور الاقتصاد لتقع البلاد تحت طائلة  الديون الخارجية الخانقة التي نتج عنها تدهور قيمة الدينار العراقي الى الحضيض وما نتج عنه من تضخم هائل وغلاء فاحش وفقر مدقع وبطالة متفشية ليعيش العباد على الفتات بالبطاقة التموينية لسنين طويلة. وبذلك ذهبت واردات النفط الهائلة هباءً منثورا والتي كان بالامكان ان تجعل من العراق بلد عزٍ ورخاء.

أكاذيــب الــعــصـر الـكــبــرى

____________________

ثم جاء الغزو الوحشي المقيت والاحتلال الهمجي البغيض. فاستعملت القسوة البربرية الغادرة والفضاعات الهمجية البشعة من قتل وسجن وتعذيب وامتهان للانسانية واعتداء على الحقوق والحريات والممتلكات الشخصية للسكان العزل التي راح ضحيته مئات الالوف من المواطنين الابرياء اضافة الى تشريد وتهجير وترويع مئات الالوف الاخرى ان لم نقل الملايين من ابناء شعبنا المغلوب على امره.

 حصل كل ذلك تحت شعارات أكاذيب العصر الكبرى، التي اطلقتها ابواق اوكار الشر والحقد والغدر والانتقام للتمويه عن نواياها الحقيقية الخبيثة في تعطشها الى غزو العراق وتدميره وبالتالي السيطرة على موارده النفطية، من امثال:

1- الدعوة لتحرير العراق

_________________

فهل يا ترى كان العراق محتلاً أو مُستعمراً لتحريره؟ وهكذا انطلت هذه الكذبة على البعض من الناس الطيبين وانقلب التحرير في حقيقة الامر الى ما هو مخطط له اصلاً من غزو واحتلال ودمار شامل وخراب كامل. فقد استعملت فيه احدث الاسلحة الفتاكة التي امطرت المدن الامنة المكتضة بالسكان الابرياء بالقنابل الثقيلة والصوايخ قريبة المدى التي اطلقت من الطائرات والبعيدة المدى التي ارسلت عبر مئات الكيلومترات من السفن الحربية المنتشرة في عرض البحار او من القواعد العسكرية المتفرقة في البلدان القريبة لتفتك بالاطفال والنساء والرجال الامنين  في منازلهم او حتى في ملاجئهم كما حدث ذلك في ملجأ العامرية في بغداد الذي راح ضحيته 408 شهيدا بالرغم من كونه يحمل اشارات الملاجئ ومعروف ذلك من قبل موظفو الامم المتحدة والقوات الامريكية.



ملجأ العامرية في بغداد الذي قصف من قبل الطائرات الامريكية في 13 تشرين الثاني 1991

والذي راح ضحيته 408 من المواطنين الابرياء بينهم 261 امرأة و 52 طفلاً

2- القضاء على اسلحة الدمار الشامل

________________________

ذلك الادعاء الكاذب الذي لفقه ذلك الساذج جورج بوش ومن معه من الحاقدين والطامعين ليتبعه كلبه المدلل رئيس وزراء بريطانيا توني بلير ذلك المنافق والمراوغ الكذاب الذي ضلل مجلس البرلمان البريطاني لتوريط بلاده في غزو العراق والذي لا زال مهدد بملاحقته قضائيا من قبل ذوي الجنود البريطانيون الذين فقدوا حياتهم خلال الغزو البالغ عددهم 179 عسكريا اضافة الى آلاف المعوقين الذين فقدوا اطرافهم وغيرهم الذين لا زالوا يعانون من الامراض النفسية والجسمية.

تلك الاسلحة الوهمية التي لم يعثر المفتشون الدوليون على شئٍ منها والتي اضطر الغزاة اخيراً للاعتراف بعدم وجودها، وقد كانوا على علم منذ البداية بذلك، فكانت الفرية الاخرى التى انطلت على القليل من الناس والبعض من المجتمع الدولي.

هذا ولا زال ذلك الكذاب والمنافق توني بلير حتى الآن مصرا على ان غزو العراق كان ضروريا وان ادعاءه الكاذب بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لم يكن السبب الاساسي للغزو مما قد يشكل كذبه ذلك امام البرلمان البريطاني اساسا لملاحقته قضائيا عن زج بلاده في حرب عقيمة حيث لم تكن بلادهم مهددة باسلحة الدمار العراقية كما اعترف بذلك بلير لاحقا.

 
                          توني بلير (أنا لست كلبك المدلل) -  جورج بوش (حاذي ركبتي ، يا كليب)

 كما ان محكمة جرائم الحرب التي انعقدت في كوالالمبور عاصمة ماليزيا من 7/5/ 2012 قد اصدرت حكمها على كل من جورج بوش وتوني بلير ورامسفيلد ومن معهم بانهم مجرمي حرب يجب مثولهم امام المحاكم الدولية الخاصة بمجرمي الحرب والابادة الجماعية لافراد الجيش العراقي والمدنيين العزل في مدنهم وقراهم.

وجاء بعد ذلك تقرير جون جلكوت البريطاني الذي اوكل اليه التحقيق فى قانونية الحرب على العراق الذي أهال اللوم على بلير لزج بلاده في حرب مبنية على فرضيات كاذبة ومضللة لمجلس البرلمان والشعب البريطاني التي قد تثبت ادانته كمجرم حرب اذا ما قدم هو ومن معه الى محاكم مجرمي الحروب الدولية .

اما الفريق الاول عبد الواحد شنان آل رباط العراقي المقيم في المغرب فقد قام بمساعدة عدد من المغتربين العراقيين وغيرهم باقامة دعوى ضد توني بلير ومن معه في المحاكم البريطانية بتهمة غزو العراق المبنية على اسباب  كاذبة والتي نتج عنها تدمير العراق دمارا شاملا وقتل مئات الالوف من ابنائه العسكريين المدنيين الابرياء دون وجه حق. تم رفض استدعاء توني بلير وبعض وزرائه والمتهمين الآخرين في الدعوى من قبل حاكم جزاء ويستمنستر في لندن.

وبالرغم من خسران الفريق اول عبد الواحد شنان الدعوى فقد استأنف الحكم وقبل طلبه للاستئناف لتححد محكمة الاستئناف الفرعية في لندن موعد اليوم السادس من تموز 2017 للاستماع الى طاب الاستئناف الصادر عن محكمة جزاء ويستمنستر لاصدار حكمها بذلك.

وغدا لناظره لقريب. وما ضاع حق وراءه مطالب. 

 


الفريق الاول عبد الواحد شنان آل رباط العراقي الشهم

أما بوش الابله فقد اعترف مؤخرا بانه قد غرر به من قبل الجمهوريون الجدد الحاقدين الذين كانوا حوله وابدى ندمه واعتذاره لذوي الجنود الامريكيين الذين لاقوا حتفهم في العراق الذين يقدر عددهم بحوالي 5000 اضافة الى عشرات الالوف من المعوقين والمصابين بالامراض النفسية والجسدية. الا انه لم يقدم اعتذارا صريحا لعشرات الالوف من الضحايا من قتلى ومعوقين من والضباط والجنود العراقيين اضافة الى مئات الالوف الاخرى بين قتيل ومعوق وجريح في صفوف المدنيين العراقيين والدمار الهائل للعراق الذي رافق ذلك..

3- نشر الديمقراطية الكسيحة أو دولة القانون

_______________________________

 تلك الديمقراطية الكسيحة الشوهاء التي البسوها حلةً براقة ولونوها بالوان زاهية رخيصة والتي ثبت زيفها لتظهر على حقيقتها، قبيحة شمطاء رعناء في صورة فوضى عارمة رسخت شريعة الغاب واتت بالكثير من العملاء والجهلة والخونة الى مراكز السلطة مكافأة لخيانتهم لبلادهم وغدرهم بابناء جلدتهم.

فقد رأينا مجالس النواب التي انتخبت بالتزوير الخفي والعلني في كثير من الاحيان ليقبع بعد ذلك اولئك الاعضاء في منطقتهم الخضراء ليسيطروا على مقدرات العباد والبلاد لتنتفخ جيوب الكثير منهم بالدولارات والكروش المترهلة بالطيبات ولتشترى الفيلات وتبني العمارات في دبي ولندن ونيويورك وعمان من المال العام الحرام ليعيش الشعب الذي ادعوا زورا وبهتانا بانه قد انتخبهم على الفتات.

وبما ان الديمقراطية تعني الالتزام بالانظمة والقوانين واطلاق الحريات الفردية والسياسية والاجتماعية وغيرها فقد اسسوا لذك (دولة القانون) تأكيدا على الاستهزاء بذلك القانون وبذلك الشعب الطيب القلب الذي زوروا الانتخابات باسمه ليسرقوا خيراته وموارد رزقه وليقتلوا ابناءه في بيوتهم واسواقهم ويهجروا الاخرين من دورهم ومناطق سكناهم ومدنهم لتعم الفوضى وتسود شريعة الغاب في دولة قانونهم العظمى كما ادعى السفهاء منهم ذلك.

فهل يا ترى سيستمر ذلك الضحك على الذقون في الانتخابات المخطط لها في الاشهر القادمة؟؟ وهل سيبقى الشعب مخدرا بالوعود المعسولة والشعارات الفارغة الرنانة التي سيخترعونها :-

كدولة قانون جديدة ؟؟

او دولة حريات فريدة؟؟

 او دولة اصلاحات مفيدة؟؟

او دولة سياسات رشيدة؟؟

وماذا عن دولة نوايا حميدة؟؟

او دولة جماهير سعيدة؟؟

او دولة اعمار فريدة؟؟

وقد يكونوا اقرب الحقيقة مع انفسهم ومع شعبهم ليؤسسوا دولة تدل على واقعهم المخزي :-

كدولة اكاذيب أكيدة؟؟

او دولة سرقات عديدة؟؟

او دولة فساد عنيدة؟؟

او دولة عصابات شديدة؟؟

او دولة اغتيالات سديدة؟؟

 وماذا لو كانت دولة مؤامرت بليدة؟؟

فالمسميات الرنانة لا حصر لها والنتيجة واحدة؟؟

دولة مثل ذلك لا تستحق ان تسمى دولة قانون (الا اذا كانت آلة القانون الموسيقية المعروفة) عندما يكون تسلسها في اواخر دول العالم من حيت التقدم السياسي والاجتماعي والانساني والحضاري والعلمي والثقافي والعمراني والامني والصحي وما الى ذلك من مفردات التقدم والحضارة في العالم المتحضر.    

وغدا لناظره لقريب.

4- الخطة الخمسية لإنتاج النفط 2012- 2017

أوسرقات النفط الشهيرة

وبما النفط هو اهم موارد العراق  المالية فقد خططوا بجهلهم لزيادة الانتاج في خطتهم الخمسية 2012 – 2017 من حوالي 2.5 برميل باليوم الى 12.0  مليون برميل واليوم. وها نحن اليوم في عام 2017 اي في نهاية خطتهم فكم يا ترى الانتاج الحالي؟؟ انه اقل من 5 ملايين برميل باليوم اي حوالي 40% مما خطط له.؟؟ فمن يا ترى من خبراء دولة القانون الذي قام باعداد تلك الخطة؟؟ ام انها اعدت من قبل الساسة الجهلة الذين لا يعرفون الا القليل عن النفط سوى انه ثروة سهلة السرقة غالية الثمن؟؟

وقد يكون رفع الطاقة الى 12 مليون برميل باليوم مبني على امل ان يتحقق ذلك بقدرة قادر ليتمكنوا من سرقة اكبر قدر ممكن من تلك الايرادات قبل فوات الآوان على بقائهم في الحكم.

لقد اجمع معظم خبراء النفط في حينه على عدم امكانية رفع الطاقة الانتاجية للعراق الى 12 مليون برميل باليوم وجاءت تقديراتهم من 6 – 8 مليون باليوم كحد اقصى؟؟ مما يعني ان وزارة نفط  دولة القانون لم تستطع رفع الطاقة الانتاجية الى ما هو في الامكان اي الطاقة الدنيا المقدرة من قبل الخبراء بستة ملايين برميل باليوم. فهل يا ترى كان ذلك بسبب عدم استطاعتهم ذلك ام بسبب السرقات النفطية السرية والعلنية؟؟

 فقد اصبح معلوما لدى الجميع بان النفط المنتج في حقول العراق الغنية لم يسلم من السرقات سواء اكانت مخفية او علنية. حيث رفضت وزارة نفط دولة القانون طلب جميع خبراء النفط بضرورة نصب عددات دقيقة للسيطرة على انتاج وتصدير النفط  الا ان تلك العدادات ، التي يمكن نصبها بسهولة وكلفة قليلة ، لم يتم نصبها في حينها لاتاحة الفرص لتلك الزمرة من السراق للاستمرار بسرقة المال العام والمصدر الرئيسي للبلد من العملات الصعبة لينتشر الفقر بين ابناء الشعب المسكين.

وبما ان معلوماتي محدودة عن اداء بقية وزارات دولة القانون الا انه يبدو واضحا بان تلك الوزارات لم تكن اقل جهلا او فسادا من وزارة النفط. فقد سمعنا الكثير عن توقيع عقود لانشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية التي كان ينتظرها الناس على احر من الجمر خصوصا ايام الصيف الحارقة. فما ذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة بان قسم من تلك العقود وهمية اوكسيحة لتختفي الاموال المخصصة لها وتبقى العقود حبرا على ورق ويبقى الناس يصتلون في جحيم حرارة الصيف دون ثلاجات او مبردات او مراوح او حتى اضاءة. اما العقود  الكسيحة فقد بقيت متعثرة ليتأخر انجازها بصعوبة ليعاني الناس من ذلك التأخير جحيم صيفهم بسبب الفساد الاداري والغش والرشاوي والسرقات في دولة القانون العظمى.

وماذا عن شراء اجهزة غير صالحة للاستعمال قد ينتج عنها اضراراً كبيرة كاجهزة كشف المتفجرات التي ظهر بانها لا تزيد عن كونها لعب اطفال راح ضحيتها الكثير من ابناء شعبنا الابرياء من ضباط وجنود ومدنيين في نقاط التفتيش وغيرها من الاماكن بعد ان دفعت لشرائها ملايين الدولارات. هذا بالاضافة الى تسهيل عملية نقل المتفجرات الى المدن التي لم تستطع تلك اللعب اكتشافها ليذهب ضحيتها آلاف الناس الابرياء في شوارعهم واسواقهم واماكن سكناهم فيا لها من جريمة خسيسة خبيثة نكراء نفذت تحت سمع وبصر دولة القانون العظمى .

علماً بان المجهز البريطاني المحتال لتلك الجهزة قد قدم للمحاكم في بلاده واودع السجن عن جريمته النكراء فهل يا ترى نال شركاؤه العراقيين في الجريمة جزاءهم العادل بقانون دولة القانون؟ ام انهم هربوا ومعهم تلك الاموال الى خارج العراق ليخططوا لجرائم اختلاس اخرى؟   

كما ظهر كذلك استيراد سلع مستهلكة او اغذية فاسدة قد انتهت صلاحيتها لتفتك بارواح المواطنين الابرياء وتذهب الاموال الطائلة هباءً في جيوب المفسدين وما الى غير ذلك من طرق الغش الخبيثة وأكل المال الحرام التي يندى لها الجبين؟ وكل ذلك ودولة القانون عاجزة عن تطبيق القانون بحقهم؟ فهم كما يقال فوق احكام القانون؟  وان القانون لا يطبق الا على ابناء الشعب الشرفاء اوابناء (الخائبة) كما يقال.

5- إعمار العراق

____________

ذلك الاعمار الذي وعد به الغزاة والذي ظهر زيفه كذلك  ليسفر عن وجهه الشيطاني القبيح في صورة نهب لخيراتنا وسرقة لآثارنا وتخريب لمعاهدنا العلمية والثقافية وتدمير لمؤسساتنا الانسانية والصحية واهمالا لبنانا التحتية وغيرها ليصبح ماء الشرب شحيحا والكهرباء الضرورية عسيرة والبطالة متفشية والامراض منتشرة والجهل شائعا والفقر سافرا والامان مختفيا والطفل يتيما والمرأة ثكلى او ارملة او عانسا والشيخ يائسا  ليتم تدمير العراق بدل اعماره وافقار شعبه بدل اسعاده فيا لها كذبة اخرى سافرة دون خجل او حياء.

كما انهم عملوا على اشاعة مبادئ  السرقة والرشوة والتزوير وشراء الضمائر وخيانة الامانة ونهب المال العام وما الى ذلك من المبادئ الخسيسة والدنيئة التي حذقوا في صياغتها وتسويقها ليستمروا في نهب المال العام.  هذا بالاضافة الى غير ذلك من الاباطيل والمنكرات والاكاذيب التي اتوا بها والتي طبل لها العملاء وصفق لها الدخلاء وزمر لها السفهاء وتغنى بها المأجورون ورقص على ايقاعاتها الحاقدون ليتباهى بها المتباهون.

لتنتشرت معها تلك الفوضى العارمة والقسوة الغاشمة والفساد المخزي المستشري والتعصب الاعمى المستعصي ليرُوّع العباد في دورهم واسواقهم ومراكز اعمالهم ويهدر المال العام وتنهبت ثروات البلاد وتبذرت موارد النفط الهائلة مجدداً في عقود عقيمة واخرى وهمية او سقيمة وفي سرقات بالمليارات سرية واخرى بالملايين علنية وما الى ذلك من سبل الغش والخداع الجهنمية.

 لتتعطل الصناعة وتتدهور الزراعة وتبور التجارة ويدمر ما تبقى من البنى التحتية والخدمات الاساسية  لتتفشى البطالة ويستشري الفقر ويعم الجهل وينتشر المرض بين العباد ليعم ما نراه من خراب شامل ودمار كامل تدمى له القلوب وتدمع له العيون.

أفما آن الأوان لإيقاف عجلة الدمار؟

_______________________

أفما آن الاوان لايقاف عجلة هذا التدهور المستمر والجنون المستعر الذي فتك ما فيه الكفاية بالعباد والبلاد فاكل كما يُقال الاخضر واليابس؟  

أما آن الاوان ان نستخدم ثرواتنا الهائلة والنعم العظيمة الاخرى التي انعم الله بها علينا لنعيد بناء ما خربته حروب المعتدين وأيدي الغزاة الحاقدين ونهم الاشرارالطامعين واخطاء الكثير من الساسة الجهلة والفاسدين؟

أما آن الاوان ان نتعلم من تجاربنا الماضية الناجحة ومن تجارب غيرنا الصالحة في كيفية اعمار بلادنا واسعاد مواطنينا؟

أما حان الوقت كي تتظافر الجهود لمكافحة هذا الجهل المخزي والتخلف المزري والفقر المدقع والتعصب الاعمى والامراض المتفشية بين اولادنا واهلينا؟

أما آن الاوان كي نعيد البسمة الى شفاه اطفالنا الابرياء بعدما ذاقوا الامرين من يُتمٍ واهمال وترويع والبشاشة الى وجوه شيوخنا التعساء بعدما عانوا من قهر وتشريد وتجويع؟

 أما حان الوقت كي يعم السلام في ربوع بلادنا ليعيش الناس باطمئنان آمنين على ارواحم واعراضهم واموالهم؟ أليس ذلك ما اعتدنا عليه من قبل وما اعتاد عليه خلق الله على وجه الارض من قديم الزمان؟

أم هل يا تُرى ذلك بالشئ  الصعب المنال مع توفر كافة المتطلبات الضرورية لذلك كالمال الوفير مما يدره الذهب الاسود من حقولنا الغنية والموارد الطبيعية الاخرى الكثيرة كالاراضي الخصبة والانهار العديدة والمعادن الوفيرة كالكبريت والفوسفات وغيرها؟

 هذا بالاضافة الى الوفرة الوافرة من الشرفاء من رجال السياسة والمال والاقتصاد المتمرسين  وعشرات الالوف من الخبراء والعلماء والمهندسين والاطباء والمهنيين الاخيار وغيرهم من المبدعين. وتلك الالوف المؤلفة من الايدي العاملة المتمرسة والماهرة المعطلة التي تتوق الى العمل الشريف لكسب الرزق الحلال العفيف من اجل حياة كريمة؟

فدعونا نقول نعم لقد آن الأوان ونحن في شهر رمضان الكريم الذي يدعو الى الرحمة والامانة واغاثة الملهوف ورعاية اليتيم ومساعدة الفقير وانصاف المظلوم واعانة الشيوخ والارامل وما الى ذلك من سبل الخير في هذا الشهر المبارك.

 ورددوا معنا نعم لقد آن الأوان بعد ان تم القضاء على مجرمي داعش الذين عاثوا في الارض الفساد.  

نعم لقد حان الوقت بعد ان حقق الجيش العراقي وبقية القوات المسلحة النصر واظهروا وحدتهم ووطنيتهم الصادقة بعد ان سالت دماء ضباطهم وجنودهم وبقية افراد القوات المسلحة فداء لوطنهم وشعبهم

نعم لقد آن الاوان بعد ان اظهر الشعب وحدته وتلاحمه المشرف بالوقوف ضد داعش ونصرة جيشه الوطني المقدام وبقية قواته المسلحة.

  نعم لقد آن الاوان كي نستمع الى صوت الحق والعقل والعدل والضمير والانصاف لبناء وطن يليق بابناء العراق الكرام

فلنتوكل على الله لنضمد الجراح النازفة والعيون الدامعة والقلوب المعصورة والنفوس المهصورة وندعو الى الصفح والتسامح بين ابناء البلد الواحد من اجل بناء عراق مشرق جديد ينعم فيه المواطن بالامن الوارف والاستقرار الدائم والعدل السا ئد والكرامة الاكيدة والعمل الشريف لكسب الرزق الحلال لبناء مجتمع يليق بابنائه الكرام.

ان ذلك ليس بالامر المستحيل فقد ذاقت بلاد كثيرة ما ذقناه واكثر من ذلك بكثير ومع ذلك فقد نهضت بفضل تكاتف ابنائها واخلاصهم وتفانيهم في اعادة بناء ما تم تدميره وخذ مثالاً على ذلك نهوض اليابان والمانيا اللتين تم سحقهما وتدميرهما تماما في الحرب العالمية الثانية لتبنيان حضارتين يحسدان عليها.   فلنتوكل على الله ونبدأ العمل باخلاص ونطلب منه عز وجل التوفيق.

غانم العناز

رمضان 1438

حزيران 2017

 

No comments:

Post a Comment