Sunday, 18 May 2014

قصيدة طــال اشـتـيـاقـي

طــال  اشـتـيـاقـي
غـانـم  الـعــنّـاز

 

لقد كتبت هذه القصيدة في عام 2008 في اوج الغزو الغاشم والاحتلال الظالم وقد كان قد مضى على اغترابي في وقتها ما يقارب 24 سنة. وتحل في هذه الايام الذكرى الثلاثين لمغادرتي العراق ولا زال اشتياقي يزداد وما زال اهلنا في العراق يعانون مما خلفه البغاة بعد جلائهم من ويلات واهوال لم تبق ولم تذر
وقد ارتأيت بمناسبة حلول تلك الذكرى اعادة نشر القصيدة على بيت الموصل العتيد بعد ان اعدت النظر فيها لنسترجع اكاذيب الغزاة المعسولة التي صفق لها المصفقون وزمر لها المزمرون وانطلت على البعض من الناس الطيبين.
أفما آن الاوان كي نعتبر ونعتمد على انفسنا في ادارة بلادنا بتعقل وحكمة، بدلا من اللجوء الى الغير، ليعم العدل بين الناس وتعود المودة والصفاء؟ نرجو من الله ان نرى ذلك قريبا.  

طالَ  اشـتـياقي  لـعـراقي  طالا          عشرون  عاماً  قـد  مضتْ  تِرحالا

طال اغـترابي في بقاعِ المنـتـأى          كـيـف  الرجوعُ  والـبـلى  ما  زالا؟

بـات  الــفــراقُ  تـاركاً  آهــاتـهِ           والـصبـرُ  أمـسىى لابـسـا ً أسـمالا
                                            *****
جـالَ  العـدوُّ في  بـلادي  ناقـمـاً          ســارَ  الـخـرابُ  سـافِـراً  مُـخـتـالا

هـالَ  المصابُ شعبـنا في غـفـلـةٍ          كـيـف  الخـلاصُ من  عـدوّ  صـالا؟

قـالَ  أتـيـتُ  من  بـعـيـدٍ  مُـصْلحاً            مـــحـــررا ً   لا   نــاويـا ً   إذلالا

إنّي سـأدعـو  للـتـصافي  بـيـنكـمْ          أحـمـي  حِـمـاكـم   كاســراً  أغـلالا

ثــمّ   سـأبـنـي   لســلامٍ    دائــمٍ          مُـؤتَــمَــنـاً   لا   نــاشِــراً   أهــوالا

كان افــتـراءً  كلّ  ما  قـد  قـالـهُ           مـنــذ    أتـانــا  غــازيــاً    دجـالا
*****    
قـال  حلمتُ  مـن  قــديــمٍ  أنّـنـي          أرعــى  نـفـوطــا ً عــمـرها   آزالا

إنّي  سأحـمي  ما  لـديـكم صادقـاً           مُـسـتـعــفِـفـاً  لا  سـارقـاً مُـحتـالا

ثـمّ   سـأبـنـي  لــعــراق ٍ  مُشـرقٍ          يـزهــو  رخـاءً  سـاحـبــا ً  أذيـالا

فاصغوا  إليّ  واتـبـعوا من  قولـهُ          نـــمْ  حــالــمــاً  مـــؤمـّـلاً  آمــالا

 كـان   نـفـاقــاً  كلّ  ما   لـفّــقَــهُ          مـا  من  نـبـيـهٍ  سامـعٌ   ما  قــالا
88888
صبحي صبري
17/05/2014 10:00am
ماذا بوسعي ان اقول لك اخي العزيز الشاعر والخبير بشؤون النفط الاستاذ غانم العناز عن الذكرى الثلاثين لمغادرتك العراق الحبيب وعن قصيدتك (طال اشتياقي) التي ذكرتنا من خلالها بتلك الايام السود التي عشناها جراء احتل العراق من قبل دول الشر و العدوان التي قادتهم امريكا الكريهة عدوة الشعوب ..اقول : ستعود بأذن الله تعالى يا عزيزي استاذ غانم الى مدينتك الموصل الحبيبة التي لا تنساك و لا تنسى ابنائها الشرفاء من امثالك ..سنلتقي بأذن الله تعالى على ارض الموصل وتحديدا في محلتك القديمة المشاهدة التي سكنتها مع اسرتي ما يقرب السنة ونصف السنة و نقيم لك بين بيوتها القديمة و عوجاتها الضيقة، احتفالاً يليق بك و بعطاؤك العلمي والثقافي ،يتضمن الدبكات الشعبة والاغاني الموصلية التراثية مصحوبة بزغاريد حرائر الموصل ..دمت سالماً والى الملتقى .
Reply
18/05/2014 12:00am
بارك الله فيك اخي وعزيزي عاشق الموصل والعراق وابن محلتي الاعلامي البارع والصحفي القدير صبحي صبري. انه ليشرفني ان اسمع من رجالات الموصل الكرام النشامى من امثالك الذين سينهضون بهممهم العالية بالموصل والعراق بعون الله تعالى لتندمل الجراح وتعود الابتسامة على الشفاه. كما سيشرفني ان اعود الى الموصل لالتقي باهلي واحبائي من امثالك وسيعدني ان اتجول معهم ليس في عوجات محلتي المشاهدة العزيزة فقط بل في عوجات كثيرة عزيزة اخرى في جميع ارجاء الموصل تذكرني بايام الطفولة الشباب السعيدة والناس الطيبيين 
شكرا لك اخي على كرمك لاستعدادك لمرافقتي والاحتفاء بي فانت اهل لذلك، راجيا من الله ان يحقق امنيتنا هذه وامنيات جميع اخواننا المغتربين في الرجوع الى عراقهم الحبيب. دمت لنا ذخرا وعزا مع اطيب تمنياتي لك بالصحة الجيدة والعمر السعيد المديد....اخوك غانم

سالم ايليا
17/05/2014 10:02am
وهل صدق أي محتل قبله حين غزا العراق ليصدِق القول آخرهم بدأ بالإستعمار العثماني الذي جاء تحت غطاء الدين ومروراً بالإحتلال الإنكليزي الذي وعد شعوب البلدان التي إحتلها بالتقدم والأزدهار وإنتهاءاً بالإستعمار الأمريكي الذي وعد (بجلب) الديمقراطية وكأنها سلعة تباع في الأسواق ، فكلهم للثروة ناهبون وللعراق كارهون ، قصيدتكم أيها الأستاذ الجليل غانم العنّاز عبرت عن مشاعر جميع المغتربين التواقيين للعودة الى بلدٍ تسوده العدالة والمساواة ، أشكركم على ترجمة ما يجيش في نفسي من مشاعر ـ ـ أخوكم سالم ايليا

Reply
18/05/2014 12:21am
انه ليسعدني، عزيزي الكاتب القدير وخبير مصافي النفط سالم ايليا، ان اكون قد عبرت عما يجيش في نفوس ابنائنا واخواننا المغتربين التواقين للعودة الى عراقهم الحبيب الذي سيستعيد توازنه وسدادة رأيه، بعون الله، لينعم فيه المواطن بالامن والعدالة والمساواة كما عرفناه من قبل
بارك الله فيك وفي امثالك ممن يدعون الى نشر العدل والامن والمساواة بين ابناء البلد الواحد فتلك لعمري الاسس القويمة للعيش الكريم
مع اطيب تمنياتي لك بكل خير..... اخوك غانم العناز 
Reply
نايف عبوش
18/05/2014 7:44am
الكاتب الاديب غانم العناز: طال اغـترابي في بقاعِ المنـتـأى كـيـف الرجوعُ والـبـلى ما زالا؟....طالما قلنا ان الثقافة العربية طللية مرهفة الحس لا بمعنى البكائيات الجافة الجامدة، بل بمعنى الانتما ء العضوي الى الوطن والى الاصالة،وتجليات ارتباطك الروحي بالوطن واضحة في فضاء قصيدتك .اتمنى ان تعود الى الوطن وان تعيش لحظات العمر الاخيرة في الموصل التي قال عنها الشاعر الريفي ابوكوثر (ام الرماح وعهدي ناسها ناسي..).والجميل حقا تفاعل اختصاصك النفطي مع بواحاتك الشاعرية:قـال حلمتُ مـن قــديــمٍ أنّـنـي أرعــى نـفـوطــا ً عــمـرها آزالا
كم كنت مقتدرا في هذه المقاربة الجميلة.دام حسك مرهفا
نايف عبوش
Reply
19/05/2014 2:23am
بارك الله فيك عزيزي الاستاذ، نايف عبوش، الاديب المبدع الذي ما انفك يتحفنا بما لذ وطاب من مقالاته الرائعة في الادب الرفيع والموضوع الشيق والخبر الصادق. واشكر لك تشخيصك الصائب حول الارتباط العضوي والروحي للمغترب بالوطن. نعم انه ارتباط روحي لا انفكاك منه، لا بل هو في ازدياد مع مرور الزمن للكثير منا فما احلاه وما امره. واشكر لك تمنياتك لي بالعودة الى الوطن فهي كما ترى امنيتي وامنية كل مغترب ونرجو من الله ان يتحقق ذلك قريبا ولو في زيارات مستمرة لنسعد بلقاء الاهل والاحبة من امثلكم الافاضل
لك مني اجمل التقدير لقراءتك المتأنية للقصيدة وتوقفك عند مقتطفات منها مع اطيب تمنياتي لك بكل خير (ولام الرماح) والعراق مستقبلا زاهرا يليق بهما......غانم العناز

معن الغلامي
18/05/2014 1:00pm
الم الاغتراب ولوعة الفراق تفجر لدى النفوس العاليه معان ربما تتفوق على قوالب الالفاظ وتخترق الشعور وتنطلق نحو فضاء النفس الفسيح وهذا شان الفنان والاديب فهي تجعله ينقش صورا من المعاناة وينفث سحرا حلالا يجعل المتلقي يعيش الماساة ويحس المعاناة وغربة استاذنا الجليل جسدية ومعنوية جسدها في كلمات تنخر الجسد وتذيب الصخر وتبقى غربتنا جمعيا معنويه في وطن ارادوا له الضياع والانكماش والانزواء في زوايا النسيان الحاده تبقى قاسما مشتركا اكبر يجمعنا جمعيا ويدعونا لانتظار الافضل بغد مشرق جميل بوركت استاذنا الكريم وشكرا جزيلا
Reply
19/05/2014 2:32am
ما اجمل واعذب كلماتك الصادقة الرائعة النابعة من قلب ينبض بالاحاسيس الجياشة التي تأسر النفوس لتتغلغل في اعماقها دون استئذان. لقد عرجت عزيزي المهندس الخبير والاديب القدير، معن الغلامي، لتذكرني بمعاناة الغربة والضياع والانكماش التي يشعر بها ابناء شعبنا بعد ان همشوا على ايدي الغزاة والطامعين مما جعلني اشعر بالخجل من التركيز على معاناتنا نحن المغتربين. لقد استمر نزيف هذه المعاناة، عزيزي الاخ معن، طويلا ليهلك الزرع والضرع، ومع ذلك فان الجرح سيندمل عن قريب بعون الله ما دام هناك رجال من امثالك يدعون الى الثبات ومقارعة جيوش الشر والعدوان بالعزيمة القوية والكلمة الصادقة والشجاعة الفائقة والنفس الطويل. وتبقى دعوتك للتمسك بالامل والتفاؤل بالخير محورا اساسيا للوصول الى شاطئ الامان لتعود البسمة الى الشفاه العطشى والراحة الى النفوس المتعبة. مع اطيب تمنياتي لك بكل خير.....اخوك غانم العنا



فاصغوا  إليّ  واتـبـعوا من  قولـهُ          نـــمْ  حــالــمــاً  مـــؤمـّـلاً  آمــالا

كـان   نـفـاقــاً  كلّ  ما   لـفّــقَــهُ          مـا  من  نـبـيـهٍ  سامـعٌ   ما  قــالا


No comments:

Post a Comment