Tuesday, 15 April 2014

قصيدة كنتُ أرجو اللقاء

كنتُ أرجو اللقاء
غانم  العنّاز

لقد تمت كتابة ونشر هذه القصيدة في مدينة الشارقة في عام 2006 تحت عنوان (آهاً أخي). وقد اعدت النظر فيها مؤخراً وارتأيت نشرها، مجدداً تحت عنوانها الجديد.

انني اعتبر كتابة هذه القصيدة ليس رثاء للمرحوم اخي الاكبر فحسب، بل لرثاء ابناء العراق الابرار الذين استشهدوا خلال الحروب الدامية والغزو الوحشي المقيت والاحتلال الهمجي البغيض وما تلا ذلك من مذابح واهوال تدمى لها القلوب وتدمع لها العيون، فلهم من الله الرحمة الواسعة ولأهلهم منا جميل العزاء


تبكي  عـيـوني  أخـا ً أضحى  لـنا  سـنـدا.....كان  الكريـم  الـذي  في  مالـه  زهِـدا

تبكي  عيوني  دما ً ما  زال  منهمـرا ً.....كـيف العـزاءُ  وقد  مات الذي  رشـدا؟

كان  الدليـل  لمن  ضاقت  به  سبـلٌ.....كان  الـملاذ  لمن  لـم  يسـتطع  جـلـدا

كان  الحلـيم  الذي  يعفـو    بمقدرةٍ.....كان الجواد  الذي  يسخو  وإن  جُـهـِدا

أبكـيه ِ في غـربة ٍ ما  كـنتُ  أقصدهـا.....لـولا  حـروبٌ  لهـم  إسـتـنـزفت  بـلـدا

ويلي الشباب الذي ذاق الحروب لظى.....ويلي العراق الذي قاسى الحصار سدى

ويـح  الـقـيـود  الـتي  باتـت  تـكـبّـلـه ُ.....كيف الخلاص  وجيش  الشر قد حشدا؟

قد  كـنتُ  أرجو  لـقاءً  قـبل  مفـتـرق ٍ.....يـطفـي  لـهـيـبا ً على  الأحـشاءِ  مـتّـقـدا

لـكــنّـمـا  تــلـكــمُ  الأقــدارُ  راصـدة ً.....كـل  ابــن  آدم  إن  أسرى  وإن  قــعــــدا

أقـولُ  للـنفس  رفـقـا ً عـلّ أن  تجـدي.....في الصبـر بعض الذي ينسي وإن بَعُـدا

وأنصحُ  القلبَ  بالـتـسبـيح  مـقـتـدرا.....كي  يـطمئن ّ ويمضي  العـمـر مـتـئـدا

تحـنو  ضلوعي على  ذكرى معطّرة ٍ.....مـا  كان  أعـذبـها  لـن  تــمَّحي  أبــدا

يحلو  دعائي  لمن  في  عطفه  عـلـمٌ.....يـهـفـو  فـؤادي  لمن  في صبـره  حُـمِـدا

فالله  يَرحمكم  يا  واصلا ً رحـمــا.....والله  يُـهـديكَ  من  أفـضـالـه  رغـــدا

نيسان 2014     
واتفورد – من ضواحي لندن

                                                      

صبحي صبري
11/04/2014 11:39am
حسنا فعلت ، اخي العزيز الشاعر والكاتب القدير الاستاذ غانم العناز باعادة نشركم هذة القصيدة التي تتحدث فيها عن استشهاد اخيك الذي رحل عن هذه الدنيا ليلتقي بصحبة الابرار في فردوس النعيم ، الذين سبقوة في الاستشهاد .. رحم الله كل شهداء العراق الذين هم اكبر منا جميعا .. دمت بعز وشموخ للابد .


Reply
11/04/2014 4:31pm
ما اوسع قلبك وارحمه عزيزي الاعلامي والصحفي القدير صبحي صبري على كلماتك الجميلة بحق شهداء العراق الابرار الذين سيذكرهم التاريخ باكبار واجلال
دمت لنا صوتاً صادحاً يذكرنا بالماضي الجميل من احبة واعزاء واحداث واخبار وبكل ما هو كل شيق وجميل
بارك الله فيك ورعاك.......غانم العناز
 


سمير بشير حديد
12/04/2014 4:10pm
مرثية معبرة مؤثرة صاغها الأستاذ القدير غانم العناز بمناسبة ذكرى استشهاد أخيه الأكبر وخص فيها كل شهداء العراق...الف رحمة على روحه الطاهرة ومنزلته الجنة إن شاء الله

Reply
عزيزي الاستاذ الدكتور عالم الرياضيات القدير والكاتب المبدع سميربشير حديد، يا مَن اهله اهلاً لي واعمامه واخواله اخوة واصدقاء اعزاء لازلت اذكرهم بحنان كلما استرجعت ايام الطفولة وعهد الصبى والشباب، وها انا اشم رائحتم العطرة عن طريقك. شكراٌ لك يا ذا القلب الطيب على كلماتك القيمة وترحمك على شهداء العراق الابرار الذين ستبقى ذكراهم خالدة ان شاء الله
وهنا اود ان اتقدم لك ولاسرة تحرير بيت الموصل الكريمة بجزيل الشكر والامتنان على ما تقومون به من نشر للعلم الهادف والادب الرفيع والكلمة الطيبة بين قرائكم الكرام. بارك الله فيكم واخذ بايديكم لتأدية رسالتكم السامية ودمتم جميعاً بخير........غانم العناز

احمد عبد الله الحسو
12/04/2014 4:32pm
اخي الكريم الاستاذ غانم العنازقصيدتكم مؤثرة ورثاؤكم لاخيكم تغمده الله بوابل رحمته هو رثاء لكل شهيد كما قلتم وهو صدى لملحمة احزان الامة جمعاء في غربة ابنائها وفي محنتها المتصلة... اما الشهداء فقد حملوا احزانهم معهم وحسبهم انهم امام الله وعظيم رحمته وعدله . مع تحياتي وتقديري . 

Reply
12/04/2014 11:27pm
بارك الله فيك اخي الفاضل والاديب البارع الاستاذ احمد عبد الله الحسو على ما تفضلت به من كلمات تحمل في ثناياها معان عميقة عن احزاننا الشخصية واحزان امتنا التي تكالبت عليها قوى الشر جمعاء
ومع ذلك فان الامل لازال كبيراً في استرجاع الامة لتوازنها واستلام زمام امورها لاعادة نهضتها من جديد بعون الله
بارك الله فيك لنشر الكلمة الطيبة والخلق القويم والادب الرفيع مع اطيب تمنياتي لك بكل خير.....غانم العناز


معن الغلامي
13/04/2014 6:19am
مرثية معبره وكلمات ناطقه تعبر بصدق عن قلب كبير يحس الماساة ويعيش الهم المؤرق لبلد ارادوا له ان يموت او بمحى من سجل الخلود وسفر الحضارة اجل انها قصيدة تحكي عن نفسها وتفتح جروحا وقروحا ستندمل باذن الله وهمة ابناء هذا البلد الاوفياء الاصلاء الا رحم الله اخينا واخيك استاذنا الكبير وكل شهداء العراق الابرار الذي صنعوا سارية المجد لبلد لايعرف المهادنة او التملق او التزلف للغير بارك الله فيك وشكرا جزيلا


Reply
13/04/2014 10:25am
لقد اضافت كلماتك الشاعرية الطافحة بالاحاسيس الوطنية والانسانية المرهفة، عزيزي الكاتب القدير والمهندس البارع معن الغلامي، ابعاداً جديدة ومعانٍ صادقة عن ما يدور في اعماق انفسنا من الهموم التي ستزول باذن الله، كما تفضلت، وهمة ابنائه الاوفياء
بارك الله فيك عزيزي لبثك روح الامل والتفاؤل بالخير بيننا مع اطيب تمنياتي لك بكل خير....غانم العناز


د. زيد ياسين الجوادي
13/04/2014 12:29pm
رثائية رائعة....
عظم الله اجركم,,, ورحم الله شهداء بلدنا الحبيب اجمعين,,, آمين

Reply
13/04/2014 3:27pm
عزيزي وابن اخي الدكتور زيد ياسين الجوادي حفظه الله. يا من والده صديق عزيز لي وزميل اثير يشهد له بالخلق الرفيع والعلم الغزير. فقد عملنا معا، كما تعلم، في شركة النفط في كركوك سنين طويلة. فما اسعدني باستلام رسالتك حيث ان اخبار والدك انقطعت عني منذ ان تركت العراق منذ ثلاثين عام. فارجو ان يكون بخير كما ارجو ابلاغه تحياتي ودعائي له وللعائلة الكريمة بكل خير
واخيرا سوف يسعدني كثيرا ان اسمع منك اخبارك واخبار والدك وبقية العائلة الكريمة مع اطيب تمنياتي لك بالسعادة والهناء.......ودم لعمك غانم العناز
 
Reply

سيّار
17/04/2014 10:38am
مرثية رائعة عزيزي الاستاذ غانم .. قرأتها على مهل في فجر يوم وليد جديد .. اتمنى ان نقرأ لك شعرا على الدوام .. وتصويرك القيود والحروب وما جرى من فعل الغزاة صورة زمنية كانت وستبقى ما دامت بلادنا مطمعا للغزاة والبغاة .. بورك فيك سيدي ودمت ذخرا لنا جميعا مع اسمى تحياتي
Reply
18/04/2014 12:05pm
شكرا جزيلا لك عزيزي العلامة والمؤرخ الكبير سيار على توقفك لقراءة القصيدة على مهل ولكلماتك المعبرة عما جاء فيها وعن هموم بلادنا العزيزة، وكيف لا وانت ممن يشهد لهم بالكلمة الصادقة والرأي السديد
بارك الله فيك وارجو من الله ان يوفقني لتحقيق امنيتك بنشر قصائد اخرى تحظى برضاك الغالي
دمت لنا علما لنشر الكلمة الطيبة والخلق القويم والدعوة الى الحق واسلم لأخيك عزيزا كريما....غانم



No comments:

Post a Comment