Monday, 2 April 2018

قصيدة مَـهـدُ الـحـضـارةِ


 

 

مَـهـدُ  الـحـضـارةِ

غـانـم  الـعـنّـا ز

             

 

جلستُ أرنو إلى ما حَـلّ في بـلدي....ذاكَ العراقُ الذي ما غابَ عن خَلَدي

ذاك الحبيبُ الذي قد ذابَ في مُهَـجٍ....حتى غدا راسخـًا بالعـقـلِ والجـسـدِ

 عَـرفـتُـهُ رافـعًـا رأسًـا  بلا  خـطَـلِ....ومُسْعِـفاً  شعــبَهُ إنْ ضيـمَ من أحــدِ
 
 مَهـدُ  الحضارةِ يا مَنْ عـلّـمَ  الأمـمَ....كـتابة الحرفِ واسـتـنـساخـهِ  بـيـدِ

سَـنَــنْـتَ  أوّلَ  قـانــونٍ  بـلا جَــدلٍ....لِــتـنـشُـرَ العَـدلَ بيـنَ  الناسِ للأبــدِ

عَـجـائـبُ  العالمِ  مـنهـا  جَـنـائـنُـكَ....ممدودة الظـلّ فـي يُـسـر ٍ وفي رَغـدِ

وعـدتُ  أصغـي لعـلّـي أسـمعُ فـرَحًــا....فـلـمْ أجـدْ غـيـرَ ما يُـدمي منَ الكمـدِ

مضت ثـلاثـونَ عاماً انت في صَخبٍ,,,,تُـصارعُ الشـرَّ  يـأتـيـنا بلا  رصــدِ

فلـم أرَ غـيـرَ حَربٍ لم  تكنْ هَـمَـدتْ....إلّا وقد هاج غَـزوٌ  طالَ في الأمــد

حوصرتَ في حينهـا من ناقـمٍ نـزقٍ....ليُـهلـكَ النـسلَ عنْ قـصدٍ ومنْ حَسَـدِ
 
خيـراتُـنا  أصبحتْ نهـبًـا بلا رَصـدِ....وأرضُنا  مُـنحـتْ حـقـلا ً لِـمنْ يَـفِـــدِ

وأهـلـنا  هـُجّـروا  قـسْرًا بلا  سَـبَـبٍ....وشعـبُـنا  أصبـحَ  صَيـدًا لِـمنْ يـصِـدِ 

آثـارنا سُـرِقـتْ  مِنَ الـغُـزاةِ  ضُحى....لـتـنـتهـي  سِـلعـة ً في دارِ  مَنْ يَــزِدِ
 
فارقـتـكَ  مُـرغـمًا لا طالـبًـا طـمَعـاً....كي أرجـعَ  بـعـدَ أنْ تَــشفى منَ الأوَدِ
 
طال انـتظاري وما خفّـتْ مَصائـبُـكَ....ها أنـتَ ذا سِــلعـة ً  للساسـةِ الـجـد دِ

 وعُـدتُ أزجرُ نـفسي صائحًا عَـجَـبٌ....كـنـتِ التي تـنصحـيـنَ الناسَ بالجَـلـدِ
 
تـفـاءَلي وانـشُـري ما بـيـنـنــا  أمَـلا ً....أنــتِ الـتـي دائـمًـا تـدعـيـنَ  للـرَشــدِ

 

        واتـفـورد –  ضواحي لندن

           تشرين الثاني  2010

التعليقان ادناه وجوابهما منشوران في صحيفة المثقف الغراء
 
    قصيدتك تفيض وجدا يعكس حبك للعراق.. وأظن انك لن تجد نفسك الا في ربوعه.. صح لسانك.
                                     

    نعم عزيزي الأديب المبدع نايف نفوسنا مجبولة في حب العراق الحبيب فمهما طال الامد وبعدت الشقة واختلفت الاجواء وتعددت المشارب فهو حاضر في الوجدان والعلن يطغى عليها جميعا بارك الله فيك واطال في عمرك يا من ما
    انفك يتحفنا بمقالاته الشيقة الرصينة
 
    الأستاذ الشاعر القدير غانم العناز ، طاب المساء بك أقف احتراما وأحني هامتي تقديرا ، العراق عراق المجد والثقافة والعلم والأبطال والنخيل ، عراق العُرب والأشاوس والأسود ، عراق الحضارات والشوارع والأعمدة والقناطر ، عراق دجلة والفرات ، عراق آشور وسومر وبابل والحدائق المعلقة ، عراق الكحل والجدائل المخملية ، عراق الصناديد والزنود السمرا ، عراق الحقول والمناجل الصيفية ، حنانيك ياسيدي ، غدا هذا القلب بعد تنفسه لحرفك غدا مكلوم ، جرح العراق غائر حد النخاع ، دمه القاني يحتج على العرف اللانساني ، من أي كون همجي أتوا ؟ ليقلبوا منابره وصروحه وقصوره وحاراته الشعبية إلى دمار وخراب ؟؟!! أي وحش بشري هذا الذي طقطق عظام أطفال العراق ، وفجّ رؤوس مُسنّيه ، واقتاد الشباب إلى المنافي والموت والاندثار ؟؟
    أبدعت باحساسك سيدي الفاضل ، نقلت العراق الحبيب روحيا وبكله إلينا
    دام هذا العطاء الزاخر ، وحماكم الله أيها العراقيون الصقور ، في سماء الإنسانية احرار الكرامة والأرواح ، تحياتي الخالصة وكل التقدير
                                          
  1. رد
  2. المشاركة
                                                                                                  
  1. غانم العناز
    سيدتي العزيزة فاتن ، لقد اثارت أشجانك أشجاني ولمست أحاسيسك أوتار قلبي وحناني لتلهب صرخاتك روحي وجداني.
    فيا لك من أم حنون تأسى لأطفال شعبها ويا لك من رؤوم تواسي شيوخ أهلها ويا لك كذلك من نمرة ضارية تنشب أظفارها في أعداء وطنها ويا لك من شجاعة تصرخ في وجوه من خانوا بلدهم ليبثوا الخراب في مدنه وقراه وليسرقوا اقوات شعبه.

    سيدتي ان أنت احنيت هامتك لي فدعيني أحني هامتي لك ولأمثالك من نساء العراق الغيارى اللواتي يدافعن عن أولادهن وأزواجهن ومستقبل شعبهن فبكن سينهض العراق بعون الله تعالى وستتكحل عيونكن ان شاء الله بازدهاره.

    دمت مثالا وقدوة لبناتنا ونسائنا مع اطيب تمنياتي لك بكل خير
        التعليق ادناه  منشور في صحيفة المثقف الغراء
         
       

      No comments:

      Post a Comment