قــرطــبــة
غـانـم العـنّـاز
صاحَ الدليـلُ
قد وصلنا قرطبهْ
قلتُ بلى كانت منـاراً هـاديـا
سـمعـتـهـمْ
يدعونها مُـنذُ الصِبا
بـحـرٌ لعـلـمٍ أو لـفـنّ
سامـيـا
الجـامـعُ الكبـيـرُ
أضحى معْلمـاً يروي لنـا فنّ البناءِ الراقـيـا
أعــمـدة ٌ سـامـقــة ٌ لا تـنـتـهـي كأنـهـا
سيقانُ نـخــل ٍ زاهـيــا
تـزيـنـهـا أقـواسهـا
في بهـجـةٍ كأنـهــا أمـواج
بـحــر ٍ طامـيــا
وذلك الـمحـراب
يـبـدو خاشعـاً مُسـبّـحـاً مُستـغـفـراً أو داعــيـا
يـنـتـظر الإمام
يلـقي خـطـبــة ً تـعـيـدُ
أمـجاداً لعصرٍ ماضـيـا
ما أن رآنـي مـقـبـلا ً في لهـفـةٍ
حـتّى بـدا مـناديـا ً لي باسـمـيـا
يا مـرحـبـا ً
بمن أتـانـا زائــراً
إنّـي قـليـلا ً ما
أرى أصحابـيـا
أجـبـتـهُ في
رهـبــةٍ يا سـيّـدي
أبـشرْ فأنـتَ في
قـلوبٍ ثاويـا
صافحتـهُ مـتـمتـمـاً أو هـامـساً منْ يا تُرى صافحتَ مِن أجداديا؟
قالَ عرفتُ
البعض منهمْ زائراً
والبعضُ عاش ههنـا في قربـيـا
كان ابنُ
زيدونٍ مُقـيـما ً قـربنـا يُسمعـنـا
شعـرا ً رقـيـقـا ً مُشجـيا
وكان يأتـيـنــا
غِــنـاءً مُـطــربـاً زريابُ
فـيـهِ عـازفـا ً أو شاديـا
للعـلـمِ كانـتْ
حَـلـقـاتٌ عـنـدنــا لهُ
ابنُ رشـدٍ رائحا ً
أو غاديـا
إنّي سـعـيـدٌ
أن أرى أحفـادهـمْ يأتـونـني لـيسألـوا عـن
حـالـيـا
واتفورد -
ضواحي لندن أيار/ مايو
2009
كتبت هذه القصيدة اصلا
كجزء من قصيدة الاندلس ليشكل الجزء الثاني منها قصيدة اشبيلية – واتفورد –
20/11/2014
No comments:
Post a Comment