Wednesday, 15 November 2017

نفط العراق للإعمار لا للسرقة والدمار

نفط العراق للإعمار لا للسرقة والدمار
مرة اخرى
بقلم عانم العناز
لقد وردتني التعليقات والاسئلة التالية على مقالتي (الذكرى التسعون لاكتشاف حقل نفط كركوك العملاق) التي يمكن الاطلاع عليها على عدد من المواقع من ضمنها مجلة الكاردينا بالنقر على الرابط التالي :
https://algardenia.com/maqalat/32552-2017-11-01-11-45-02.html
وبالنظر لاهمية هذه الاسئلة والاجابة عليها فقد ارتأيت نشرها كمقالة لتعم الفائدة المرجوة منها.
1- تعليق الدكتور سمير حديد (على صفحتي في الفيسبوك)
استاذي الفاضل خبير النفط العالمي والشاعر الكبير غانم العناز الموقر : تذكرنا اليوم بمرور ٩٠ عاما على اكتشاف النفط في العراق: ماذا لو خيرات هذا النفط جميعا استخدمت بالبناء والإعمار وبناء الجامعات والمستشفيات ومؤسسات مجتمع مدني؟ ياترى كيف سيكون العراق؟
الجواب
عزيزي عالم الرياضيات البروفسور سمير حديد حفظك الله
لقد تم اعمار وازدهار العراق يوم سخرت واردات النفط البسيطة بايد امينة ، ويوم كان الانتاج اليومي لا يتجاوز عدد من مئات الالوف من البراميل ويوم كان سعر برميل النفط لا يتجاوز ثلاثة دولارات للبرميل الواحد.
اقول لقد تم خلال الخمس والاربعين سنة الاولى منذ تصدير اول شحنة من النفط في عام 1934 الى اواخر السبعينيات من القرن الماضي اعمار العراق ليتحول من بلد زراعي فقير الى بلد مزدهر قضي فيه على الجهل ليعم التعليم المجاني لكافة ابنائه ولتزدهر الجامعات والكليات والمهاهد ودور العلم كما تم القضاء على الامراض المتوطنة لتبنى المستوصفات والمستشفيات وتتطور الزراعة وتنشأ لها السدود كسد دوكان ودربندخان وسدة الهندية وسدة سامراء وسد الموصل وناظم الثرثار وتتقدم الصناعة كصناعة الاسمت والطابوق والجلود والنسيج والزجاج والحديد والادوية وغيرها وتشيد البنى التحتية كمشاريع الطرق والجسور والكهرباء والماء والمجاري وتنشأ المصافي لتوفير الوقود للسيارات والمكائن وغاز الوقود للطهي والتدفئة ولتروج التجارة وتنشأ طبقة متوسطة من ابناء الشعب متنورة قادرة على ادارة البلد نحو التقدم والازدهار.
لقد نتج عن ذلك الازدهار زيادة الاحتياطي النقدي للمصرف المركزي العراقي في نهاية العقد السابع الى حوالي ثلاثين مليار دولار وهو رقم كبير جدا كان يحسد عليه العراق في ذلك الزمان من قبل بقية دول الشرق الاوسط.
لقد ذهب ذلك الاحتياطي وما اتى من بعده من واردات النفط في الحروب العقيمة ليتدهور الاقتصاد العراقي الى الهاوية ولتهبط قيمة الدينار العراقي الى الحضيض وليقع العراق تحت طائلة الحصار الغادر والخانق ويطبق مبدأ النفط مقابل الغذاء المقيت ليعيش ابناء الشعب على الفتات بالبطاقة التموينية. ليتبعه الغزو الغاشم لتستلم مقدرات البلد طغمة من الغزاة الاشرار وزمرة من الجهلة الفجار الذين نهبوا خيرات النفط خلال السنين الماضية فافقروا شعبه وشردوا اهله ودمروا ما تبقى من بناه التحتية ليصبح ماء الشرب من دجلة والفرات شحيحا كدرا بعد ان كان عذبا زلالا والكهرباء مقنننة بالساعات القليلة في اليوم ووقود الطبخ وبنزين السيارات في بلد النفط صعب المنال لينتشر الفقر المدقع ويعم الجهل المصقع ويتفشى المرض المفجع ولتنشر شريعة الغاب وليعم الدمار والخراب وليختفي الامن والامان وينتشر الظلم والطغيان الذي نراه في هذه الايام الذي تدمى له القلوب وتدمع له العيون.
إنتاج وعوائد النفط في الوقت الحاضر
ان انتاج النفط في الوقت الحاضر يقارب خمسة ملايين برميل باليوم بالاضافة الى ما يقارب مليون ونصف الى مليوني برميل اخرى تنتج من قبل اقليم كردستان ليكون مجموع الانتاج الحالي من النفط العراقي ما يقارب سبعة ملايين برميل باليوم الواحد. وعلى فرض ان الاستهلاك المحلي يقدر بمليون برميل باليوم فان صادرات النفط تقدر بحوالي 6 مليون برميل باليوم.
واذا ما علملنا بان سعر البرميل الواحد في هذه الايام يزيد كثيرا على 50 دولارا (سعر نفط برنت اليوم يزيد على 60 دولار للبرميل الواحد) يكون مجموع واردات النفط تزيد على 300 مليون دولار باليوم. وبذلك يكون مجموع واردات النفط السنوية مبلغا هائلا يزيد على 120 مليار دولار وذلك لعمري مبلغ هائل يكفي لاعمار العراق واسعاد شعبه ان وضع بايد شريفة امينة.
لذلك لنا الامل بان تقوم حكومتنا الجديدة بالضرب على ايدي اللصوص المفسدين وسراق المال العام الجشعين والسياسيين الجهلة المرتشين والحاشية من المتطفلين وتسخير هذه الثروة الهائلة لبناء عراق جديد يسعد فيه الجميع.
ومختصر الجواب على سؤائك هو نعم لو استعملت خيرات النفط بصورة عقلانية فسينهض العراق ويستعيد عافيته وبعم السلام ويعود الازدهار والوئام بهمة ابناء شعبه الكرام.
2- تعليق الدكتور غانم الشيخ (على صفحتي في الفيسبوك)
فعلا العراق قبل إكتشاف النفط كان كما تفضلت أرض يغطيها البوار وسكان غالبيتهم العظمى غير متعلمين ومستوى الصحة لايذكر ولكن كان بالإمكان أن يكون افضل أثناء العقود الخمسة التي تلت اكتشاف النفط لولا إصرار. شركات النفط الأجنبية على إنتاج متواضع مقارنة بالاراضي المتاحة ومكنونها ومقارنة بإنتاج الكويت مثلا بتعداد سكانها القليل بينما تمت عملية بناء انفجارية بعد التأميم وبعد زيادة الأسعار في ١٩٧٣ ولولا الحروب كما تفضلت لكان العراق في حال مختلف. ولطالما وددت أن أسمع رأي خبيرنا واخينا الاستاذ العناز حول عدم قيام الشركات في العهد الملكي  بانتاج كميات اكبر لتمويل عملية تطوير اعمار البلاد بخطى اسرع .ولماذا لم تطالب الحكومة ذلك لانني لم أقرأ في كتاب الاستاذ غانم عن صناعة النفط والغازفي العراق باللغة الانكليزية وهل كانت اسباب فنية ام سياسية كما يشاع بيننا؟  وشكرا جزيلا للاخوين غانم وسمير على فتح هذا الحوار المفيد
الجوابرأي خبيرنا واخينا الاستاذ العناز حول أسباب عدم قيام الشركات في العهد الملكي بإنتاج كميات اكبر لتمويل عملية تطوير البلاد بخطى أسرع ولماذا لم تطلب الحكومة ذلك لاني لم أقرأ عن ذلك في كتاب الاستاذ غانم عن صناعة النفط والغاز في العراق باللغة الانكليزية وهل كانت اسباب فنية ام سياسية كما يشاع بيننا؟ وشكرا جزيلا للأخوين غانم وسمير على فتح هذا الحوار المفيد.
عزيزي واخي الدكتور الشهير غانم الشيخ حفظك الله
اما عن اسباب تأخر تطوير الحقول النفطية العراقية خلال الفترة ما بين تصدير اول شحنة منه عام 1934 الى تأميم شركة نفط العراق في الاول من حزيران 1972 فادونها باختصار شديد في ادناه :
1 - لم يحدث اي تطور في انتاج النفط عبر خطي انابيب قطر قطر 12 عقدة الاول الى طرابلس في لبنان والثاني الى حيفا في فلسطين خلال الفترة 1934 الى 1948 بسبب الحرب العالمية الثانية وشحة المواد والمعدات اللازمة للحفر والانتاج والمعالجة والتكرير والضخ اضافة الى انشاء الخزانات العملاقة للانتاج والتصدير والى مد خطوط انابيب تصدير جديدة اضافة الى توسيع مرافئ التصدير وما الى ذلك من متطلبات الصناعة العملاقة. هذا بالاضافة الى عدم توفر المهندسين وخبراء النفط والى المخاطر الحربية لسفن الشحن اللازمة وارتفاع اسعار التأمين وغيرها من المعوقات التي ادت الى عدم استطاعة شركة نفط العراق تنفيذ مشاريعها لتطوير حقولها النفطية. 
2 – بوشر بعد نهاية الحرب بمد خطين من الانابيب قطر 16 عقدة موازيين لخطي الانابيب القديمين قطر 12 لينتهي الاول في طرابلس في لبنان والاخر في حيفا في فلسطين.
اما خط حيفا فقد كان على وشك الانتهاء من مده ليتوقف العمل به في عام 1948 بسبب الحرب في فلسطين لذلك فقد ترك دون ان يدخل الخدمة اطلاقا
كما توقف الضخ والتصدير عن طريق خط الانابيب 12 عقدة القديم الى حيفا بسبب نشوب الحرب هناك كذلك.
اما خط انابيب 16 عقدة الى طرابلس فقد انجز في عام 1948. 
لقد نتج عن توقف خطي انابيب التصدير الى حيفا خسارة كبيرة تقارب 50% من الطاقة التصديرية المتوقعة حيث لم ترتفع الطاقة التصديرية عبر خطي طرابلس القديم والجديد عن قبل الا جزئيا.
3 - اعدت خطة مستعجلة للتعويض عن خسارة خطي انابيب حيفا بمد خط انابيب ضخم بقطر 30/32 عقدة الى بانياس في سوريا ليتم انجازه ويباشر بتشغيله في عام 1950.
ارتفع تصدير النفط بصورة كبيرة تبعا لذلك الا ان الحكومة العراقية طالبت بزيادة التصدير الى معدلات اعلى.
4 - قامت الشركة على اثر ذلك بمد خط انابيب آخر بقطر 30/32 عقدة الى طرابلس على مراحل ليتم انجازه في 1965.
5 - حدث خلاف شديد بين الحكومة العراقية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم وبين شركات النفط حول مطالبة الحكومة باسترجاع الاراضي غير المستثمرة ، وصل فيه الخلاف الى طريق مسدود نتج عنه اصدار الحكومة للقانون رقم ثمانين الشهير الذي قلص اراضي الشركات الى ما يقارب نصف بالمائة فقط من اراضي العراق وحددها في اراضي الحقول التي كانت قيد الانتاج فقط كحقول كركوك وباي حسن وجمبور وعين زالة في شمال العراق وحقلي الرميلة والزبير في الجنوب.
وقد نتج عن ذلك تجميد الطاقة الانتاجية والتصديرية للعراق لمدة تزيد على سبع سنوات اي لغاية تاريخ تأميم شركة نفط العراق في عام 1972.
فيمكن القول بان تجميد الطاقة الانتاجية للفترة 1965 الى 1972 يعود اولا الى تعنت الشركات بعدم تنازلها عن القسم الاكبر من اراضي امتيازاتها كما طالبت حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم وثانيا الى تشريع الحكومة للقانون رقم 80 الذي جمد عمليات الشركات في زيادة الانتاج والتصدير اي السبب خلاف تعاقدي بين الحكومة والشركات اضافة الى سياسي بتشريع القانون رقم 80. يرجى الرجوع الى مقالتنا بعنوان (الزعيم عبد الكريم قاسم وسياسته النفطية) المنشورة على شبكة الاقتصاديين العراقيين وغياها من المواقع.
http://iraqieconomists.net/ar/2014/12/08/%d8%ba%d8%a7%d9%86%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%80%d9%86%d9%91%d8%a7%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%b9%d9%8a%d9%85-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%88/
راجيا ان اكون قد اجبت على سؤالك رعاك الله.
3- تعليق الاستاذ سالم ايليا ( على مجلة الكاردينيا)
الأستاذ المهندس والخبير النفطي غانم العنّاز المحترم
تحية طيبة
كم أسعدني وأنا أقرأ تقريركم الشامل عن بداية إكتشاف وإستخراج النفط وتسويقه تجارياً والمدعم بالأرقام الرصينة المعتمدة عالمياً والتواريخ الموثّقة فنحن بحاجة ماسة الى التوثيق العلمي الدقيق.
خبيرنا الفاضل: كم أنّ العراق الآن بحاجة لخبرتكم وحسّكم الوطني مع زملائكم الآخرين وحيثُ وضعتم الأسس العلمية الصحيحة لإستثمار هذه الثروة الوطنية المهمة.
نتمنى أن يلتفت ذوي الأمر الى أهمية هذه الثروة وعدم تبديدها والإستفادة من كل عناصرها ومكوناتها والمواد العرضية المصاحبة لها (لم يتم لحد الآن إستغلال الغاز المصاحب لإستخراج النفط ويتم تبديده بحرقه) والتي لا تقل أهميتها بمردوداتها المالية عن النفط.
لا يسعني إلا أن أثني على ما جاء من حقائق مذهلة عن تاريخ الذهب الأسود في تقريركم، وحيثُ لم يرى الشعب العراقي منه إلاّ سواده الذي أعمى البصر والبصيرة ولا يزال العراقيون بإنتظار بريق هذا الذهب والتمتع بمردوداته
الجواب
اخي العزيز وصديقي الوفي الاستاذ الاديب القدير سالم حفظك الله
يا يحمل هموم العراق اينما حل وارتحل تدعو له ولابنائه بالخير والنهوض من جديد ليتم اعماره ويعود له ازدهاره.
فالنفط كان وما زال نعمة من نعم الله العظيمة التي وهبها لنا فقد استعملت على قلة وارداتها لاعمار العراق عندما وضعت بايد امينة في الفترة 1935 – 1980. ثم بذرت في الحروب وفي الفساد والسرقات المالية والنفطية لاحقا حيث تقدر كميات النفط المسروقة حاليا ما بين 100 الى 200 الف برميل باليوم والتي تقدر قيمتها ما بين 2 الى 4 مليار دولار وذلك بسبب عدم نصب العدد المطلوب من العدادات على رؤوس الآبار والمصافي ومرافئ التصدير. ان ذلك المبلغ الكبير وحده يكفي للمساهمة في اعادة اعمار الكثير مدننا التي خربت على ايدي الغزاة الطامعين وعلى ايادي داعش الظلامية المجرمة.
فقد وضعت يدك كذلك على الجرح المدمي الآخر عن عدم استغلال الغاز المصاحب الذي لا زالت كميات كبيرة منه تحرق في حين هناك حاجة ماسة لاستخدامه في محطات توليد الطاقة الكهربائية. فبدلا من استخدام ذلك الغاز المصاحب الذي يحرق هدرا هناك عدد من محطات توليد الطاقة الكهربائية تستخدم النفط الخام او بعض المتجات النفطية كوقود لتوبيناتها والتي يمكن توفيرها لتصديرها في حالة استخدام الغاز المصاحب بدلا عنها. لعمري ان ذلك لهدر كبير لثرورة البلاد التي نحن بامس الحاجة اليها لاعمار البلاد واسعاد ابنائها.
كما يجب الاستفادة من الكميات الاضافية الاخرى من غازي البروبان والبيوتان للصدير كما هو معمل به معظم البلدان المصدرة للنفط مما سيدر واردات اضافية نحن بامس الحاجة اليها للمساهمة في اعمار البلاد..
  الدعوة ، مرة اخرى ، لانشاء مجلس اعمار جديد
 عزيزي واخي الدكتور الشهير غانم الشيخ حفظك الله
اما عن اسباب تأخر تطوير الحقول النفطية العراقية خلال الفترة ما بين تصدير اول شحنة منه عام 1934 الى تأميم شركة نفط العراق في الاول من حزيران 1972 فادونها باختصار شديد في ادناه :
1- لم يحدث اي تطور في انتاج النفط عبر خطي انابيب قطر 12 عقدة الاول الى طرابلس في لبنان والثاني الى حيفا في فلسطين خلال الفترة 1934 الى 1948 بسبب الحرب العالمية الثانية وشحة المواد والمعدات اللازمة لمد خطوط انابيب جديدة.
2- بوشر بمد خطين من الانابيب قطر 16 عقدة موازيين لخطي الانابيب القديمين قطر 12 لينتهي الاول في طرابلس في لبنان والاخر في حيفا في فلسطين. اكمل خط طرابلس وبوشر بتشغيله في عام 1948.
اما خط حيفا فقد كان على وشك الانتهاء من مده ليتوقف العمل به بسبب الحرب في فلسطين لذلك فقد ترك دون ان يدخل الخدمة اطلاقا
كما توقف الضخ والتصدير عن طريق خط الانابيب 12 عقدة القديم الى حيفا بسبب نشوب الحرب هناك كذلك.
لقد نتج عن توقف خطي حيفا خسارة كبيرة في التصدير ولم يرتفع التصدير عبر خطي طرابلس الا جزئيا.
3- اعدت خطة مستعجلة للتعويض عن خسارة خطي انابيب حيفا لمد خط انابيب ضخم بقطر 30/32 عقدة الى بانياس في سوريا ليتم انجازه ويباشر بتشغيله في عام 1952.
ارتفع تصدير النفط بصورة كبيرة تبعا لذلك الا ان الحكومة العراقية طالبت بزيادة التصدير الى معدلات اعلى.
4- قامت الشركة على اثر ذلك بمد خط انابيب آخر بقطر 30/32 غقدة الى طرابلس على مراحل ليتم اكماله في 1965.
5- حدث خلاف شديد بين الحكومة العراقية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم وبين شركات النفط حول مطالبة الحكومة باسترجاع الاراضي غير المستثمرة ، وصل فيه الخلاف الى طريق مسدود نتج عنه اصدار الحكومة في 12 كانون الاول 1961 للقانون رقم ثمانين الشهير الذي قلص اراضي الشركات الى ما يقارب نصف بالمائة فقط من اراضي العراق وحددها في اراضي الحقول التي كانت قيد الانتاج كحقول كركوك وباي حسن وجمبور وعين زالة في شمال العراق وحقلي الرميلة والزبير في الجنوب.
وقد نتج عن ذلك تجميد الطاقة الانتاجية والتصديرية للعراق لمدة تزيد على عشر سنوات اي لغاية تاريخ تأميم شركة نفط العراق في عام 1972.
راجيا ان اكون قد اجبت على سؤالك رعاك الله.
لقد دعوت من قبل مع العديد من رجالات السياسة المخلصين والاقتصاد العارفين والخبراء الحاذقين وغيرهم من البارعين لإنشاء مجلس اعمار على غرار مجلس الاعمار الناجح في العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي الذي حقق نجاحات باهرة في اعمار العراق بمشاريع لا زالت قائمة معطاءة حتى يومنا هذا.
كما اود ان اقتطف ما يلي من مقالتي (تأميم نفط العراق واسراره المنشورة على شبكة الاقتصاديين العراقيين ةعيرنا من المواقع.
"فهل تعلمنا من دروسنا السابقة؟
انه مما يؤسف له حقا اننا لم نتعلم من دروسنا السابقة لنرى ما جرى من هجرة جماعية مفجعة في السنين الماضية للعدد الهائل من علمائنا ومهندسينا واطبائنا واساتذة جامعاتنا وخبرائنا في كافة مجالات الصناعة والمال والاقتصاد والادارة وغيرها ليعم الجهل بين اطفالنا وتتدنى مستويات التعليم في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ولتتفشى الامراض بين مواطنينا واهلينا ولترتفع البطالة بنسبة عالية بين شبابنا وينتشرالفقر بين الطبقة المتوسطة التي كانت العمود الفقري للعراق.
ثم لتنتشر نتيجة لذلك خلال السنين الاخيرة هذه الفوضى العارمة والقسوة الغاشمة والفساد المخزي المستشري والتعصب الاعمى المستعصي ليروّع العباد في مدنهم ويهجروا من دورهم ويقتلوا في شوارعهم واسواقهم وليهدر المال العام وتنهب ثروات البلاد وتبذر موارد النفط الهائلة مجدداً بعد ان بذرت في الحروب سابقا في عقود عرجاء او عقيمة واخرى وهمية او سقيمة وفي سرقات بمليارات الدولارات سرية واخرى بالملايين علنية وما الى ذلك من سبل الغش والخداع الجهنمية لتتعطل الصناعة وتتدهور الزراعة وتبور التجارة ويدمر ما تبقى من البنى التحتية والخدمات الاساسية ليعم ما نراه في ايامنا هذه من خراب شامل ودمار كامل تدمى له القلوب وتدمع له العيون.
أفما آن الأوان لإيقاف عجلة الدمار؟
أفما آن الاوان لايقاف عجلة هذا التدهور المستمر والجنون المستعر الذي فتك ما فيه الكفاية بالعباد والبلاد فاكل كما يُقال الاخضر واليابس؟
أما آن الاوان ان نستخدم ثرواتنا الهائلة والنعم العظيمة الاخرى التي انعم الله بها علينا لنعيد بناء ما خربته حروب المعتدين وأيدي الغزاة الحاقدين ونهم الاشرارالطامعين واخطاء الكثير من الساسة الجهلة والفاسدين؟
أما آن الاوان ان نتعلم من تجاربنا الماضية الناجحة ومن تجارب غيرنا الصالحة في كيفية اعمار بلادنا واسعاد مواطنينا؟
أما حان الوقت كي تتظافر الجهود لمكافحة هذا الجهل المخزي والتخلف المزري والفقر المدقع والتعصب الاعمى والامراض المتفشية بين اولادنا واهلينا؟
أما آن الاوان كي نعيد البسمة الى شفاه اطفالنا الابرياء بعد ان ذاقوا الامرين من يُتمٍ واهمال وترويع والبشاشة الى وجوه شيوخنا التعساء بعد ان عانوا من قهر وتشريد وتجويع؟
أما حان الوقت كي يعم السلام في ربوع بلادنا بعد مضي اكثر من سبع وثلاثين سنة من هذا الدمار الشامل ليعيش الناس باطمئنان آمنين على ارواحم واعراضهم واموالهم؟ أليس ذلك ما اعتدنا عليه من قبل وما اعتاد عليه خلق الله على وجه الارض من قديم الزمان؟
أم هل يا تُرى ذلك بالشئ الصعب المنال مع توفر كافة المتطلبات الضرورية لذلك كالمال الوفير مما يدره الذهب الاسود من حقولنا الغنية وكثرة مواردنا الطبيعية الاخرى كالاراضي الخصبة والانهار العديدة والمعادن الوفيرة كالكبريت والفوسفات وغيرها؟
هذا بالاضافة الى الوفرة الوافرة من رجال السياسة والمال والاقتصاد والصناعة والزراعة المتمرسين وعشرات الالوف من الخبراء والعلماء والمهندسين والاطباء والمهنيين وغيرهم من المبدعين الذين لا زالوا متواجدين في العراق وعشرات الالوف الاخرى من امثالهم المهاجرين الذين يتوقون للرجوع الى بلادهم وديارهم واهليهم ليساهموا في اعادة اعمار بلادهم. وبعد ذلك يجب ان لا ننسى تلك الالوف المؤلفة من الايدي العاملة المتمرسة والماهرة المعطلة في العراق التي تتوق الى العمل الشريف لكسب الرزق الحلال العفيف من اجل حياة كريمة.
نعم لقد آن الاوان ان نستمع الى صوت الحق والعقل لنضمد الجراح النازفة والعيون الدامعة والقلوب المعصورة والنفوس المهصورة وندعو الى الصفح والتسامح بين ابناء البلد الواحد من اجل بناء عراق مشرق جديد ينعم فيه المواطن بالامن الوارف والاستقرار الدائم والعدل السائد والكرامة الاكيدة والعمل الشريف لكسب الرزق الحلال لبناء مجتمع يليق بابنائه الكرام.
ان ذلك ليس بالامر المستحيل فقد ذاقت بلاد كثيرة ما ذقناه واكثر من ذلك بكثير ومع ذلك فقد نهضت بفضل تكاتف ابنائها واخلاصهم وتفانيهم في اعادة بناء ما تم تدميره وخذ مثالاً على ذلك نهوض اليابان والمانيا اللتان تم سحقهما وتدميرهما تماما في الحرب العالمية الثانية.
فلنتوكل على الله ونبدأ العمل باخلاص ونطلب منه عز وجل التوفيق.
واتفورد / ضواحي لندن"""
نقول مرة اخرى وندعوى الى انشاء مجلس اعمار نزيه تخصص له ميزانية سنوية مستقلة بنسبة معينة من واردات النفط لاعمار المدن المتضررة خاصة والعراق عامة وبناء البنى التحتية والخدمات الصحية والتربوية الاجتماعية لينعم المواطن بالامن والامان والعيش الكريم.
والله الموفق والمعين
غانم العناز
12 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017
المصدر : كتابى  العراق وصناعة النفط والغاز في القرن العشرين الصادر بالغة الانكليزية عن دار نشر جامعة نوتنكهام البريطانية في ايار 2012 .
   

No comments:

Post a Comment