سليمان فيضي الموصلي
بقلم غانم العنّاز **
ان لذلك حكاية لحادثة طريفة سوف تظهر تفاصيلها خلال سردنا لاحقا
اما الطلاب الذين كانوا في الصفوف المتقدمة فيذكر منهم : داود الجلبي
، محمد رؤوف العطار ، داود سليم ، علي جودت ، قاسم محمد علي ، محمد علي مصطفى ،
صديق الدملوجي ، فاروق الدملوجي ، وامجد العمري.
ثم يذكرالمرحوم انه عندما
اكمل السنة الرابعة من دراسته ترك مدينة الموصل للالتحاق بالمدرسة الاعدادية
العسكرية في بغداد هو ورفاقه علي جودت ، وداود سليم ، وقاسم محمد علي ، ومولود
مخلص ، وتوفيق فكرت ، ومحمد شيت ، ومحمد علي مصطفى الامام ، وشهاب الدين ، و
سليمان حكمت.
يقول: (استقر بنا المقام في القسم الداخلي من المدرسة الاعدادية ونسبت
الادارة التحاقنا بالصف الثالث الرشدي.
وفي اليوم الاول بعد التحاقنا تلا المعلم اسماء الطلاب الجدد ، فلما
ورد اسم سليمان الموصلي أجاب طالبان في وقت واحد ، إذ كان لي زميل موصلي اسمه
سليمان. فرأى مجلس المدرسين ، منعا للالتباس، أن يختار كل منا لقبا يضاف الى اسمه.
فاختار صديقي لقب حكمت وصار يدعى سليمان حكمت ، أما انا فقد ارتأى مدير الاعدادية
تسميتي بسليمان فيضي ، تيمنا باسم المشير العثماني أحمد فيضي باشا. ومنذ ذلك الحين
عرفت بهذا الاسم).
إستمرت الدراسة لمدة خمس سنوات تدرج فيها الطلاب الى الصف المنتهي وكان
من زملائه في الصف عدا الذين جاء ذكرهم اعلاه : نوري السعيد ، عبد اللطيف نوري ، طه
الهاشمي ، عبد الحميد الشالجي ، نظيف الشاوي ، احمد رشدي ، رؤوف الكبيسي ، خليل
زكي وخالد الزهاوي.
يقول رحمه الله : (اوشكت آمالنا بالسفر الى استانبول للالتحاق بالكلية
الحربية ان تتحقق بعد ايام قلائل ، لولا ان حدث ما لم يكن في الحسبان. فقد حدثت
مشادة كلامية بين اثنين من زملائي ، ثم تطور النزاع الى الضرب ، وحين امعن احدهما
بضرب الآخر ضربا مبرحا لم يسع رفاق هذا الا مناصرته ، فخف زملاء الاول ايضا الى
مؤازرته وتوسعت شقة النزاع.
انتهى النزاع بتدخل المسؤولين ، وقدم الطلاب الثمانية المتخاصمون
التالية اسماؤهم الى مجلس المدرسين لمحاكمتهم :
مولود مخلص (الموصل) ، شاكر وفي (الموصل) ، مصطفى عزيز (استانبول) ،
سليمان فيضي ، (الموصل) ، سعيد سارة (بغداد) ، عبد الرزاق حلمي (بغداد) ، اسماعيل
حقي (بغداد) ، فؤاد نظيف (دمشق).
احال مجلس المدرسين اوراق التحقيق الى نظارة الحربية في استانبول
فاصدرت حكمها بفصل الطلاب المذكورين فصلا نهائيا من المدرسة ،على ان يلتحق من هم
في السن القانونية للجندية بالخدمة الفعلية فورا ، ويؤجل من لم يبلغها حتى بلوغه
السن المذكورة بعد ربطه بكفالة.
وقد ساعدني على تاجيل الخدمة المذكورة كون ولادتي مسجلة بدفتر النفوس
عام 1888).
ولتخلصه من الخدمة ، التجأ بعد سفر شاق على الجمال دام اربعة عشر يوما
، الى الامير عبد العزيز الرشيد في نجد ، الذي ابرق الى الباب العالي لاعفائه من
الخدمة فاستجيب طلبه في نيسان (ابريل) 1904.
رجع سليمان فيضي بعد ذلك الى البصرة وبدأ بدراسة القانون ليعين بعدها
عضوا في احد محاكمها ويستقر فيها. وفي العام 1911 سافر الى الاستانة للحصول على
شهادة الحقوق مما فتح المجال امامه للانخراط بالعمل السياسي من اوسع ابوابه.
ففي العام 1914 فاز سليمان فيضي وهو في سن التاسعة والعشرين
بالانتخابات واصبح نائبا عن ولاية البصرة ليصل الى استانبول في آذار 1914 ويحضر
افتتاح المجلس النيابي العثماني (مجلس المبعوثان) في نيسان.
كما انه ساهم في استقلال العراق وانشاء الدولة العراقية الحديثة
لينتخب في العام 1935 نائبا في مجلس
النواب العراقي.
اذن ، فهو من ذلك الصنف من الرجال العصاميين الذين لديهم المقدرة على
المثابرة للتغلب على العقبات باصرار كبير لتحقيق اهدافهم النبيلة.
وهو ايضا من ذلك الرعيل الاول من رواد النهضة العربية في نهاية القرن
التاسع عشر وبداية القرن العشرين الذين عملوا باخلاص على مكافحة الظلم والجهل
والفقر والمرض وغيرها من الآفات التي كانت تنخر في جسد الامة.
اعتزل السياسة في العام 1937 ليعكف على مزاولة المحاماة بعد خبرته
الطويلة في هذا الجال ، حيث انه كان قد عين عضوا في محكمة استئناف العراق في العام
1919 ومن ثم قام بالتدريس في كلية الحقوق للسنتين الدراسيتين 1920-1921 و1921-1922
، اضافة الى المطالعة والدرس.
قام رحمه الله بجمع مذكراته خلال فترة مرضه الاخيرة ابتداء من 1948
وكتابة بعضا منها وحين اشتد مرضه قام باملائها على ابنته ليلى ليقوم ولده الدكتور
عبد الحميد بصياغة عباراتها وربط اوصالها الا ان الاجل المحتوم عاجله في كانون
ثاني 1951 قبل ان تنشر مذكراته في 1952 تحت عنوان (في غمرة النضال). صدرت بعدها
الطبعة الثانية في 1974 واخيرا صدرت الطبعة الاخيرة بحلتها الجميلة في 1998.
لقد كانت ولا زالت المذكرات مرجعا قيما وسجلا اصيلا وامينا ، ووصفا شاملا
لسلسلة الاحداث الجسام خلال فترة الصحوة العربية واستقلال العراق. وقد اعتمدها
المؤرخون والباحثون العرب والاجانب في العديد مما نشروه من كتب ودراسات تاريخية ,
سياسية ، واجتماعية اذ قليلا ما يخلو بحث
في هذا المجال عن تلك الفترة من الاشارة اليها او الاقتباس منها.
لقد كان رحمه الله ذو اسلوب سهل وديباجة انيقة رشيقة
مما ساعده على غزارة الانتاج ونشر العديد من مؤلفاته المدرجة في القائمة ادناه
بالرغم من اعبائه الكبيرة الاخرى.
***************
هذا وقد قام الاستاذ نجدة فتحي صفوة بكتابة مقدمة مسهبة للمذكرات في
طبعتها الاخيرةا للعام 1998 نقتطف الصفحة الاولى والاخيرة منها ادناه:
***************
وقد قام حفيد المرحوم ، الدكتور فيضي مصطفى بانشاء موقع الكتروني خاص
عن حياة جده بعنوان
http:/www.sulaiman Faidhi.com
والذي
يذكر فيه ملخصا لمنجزات جده التي ندرجها ادناه:
Suleiman Faidhi had a thorough understanding of the sufferings of the
less fortunate. He dedicated much of his time to help alleviate and improve the
lives of fellow Iraqis.
Newspaper
·
Established
the first Arabic newspaper, al-Iqadh (The Awakening), in the Arabic language in Basra in May 1909. The paper
gained subscribers in neighbouring Arab lands, Indian subcontinent and
Singapore. As a journalist, Suleiman Faidhi wrote articles about critical
political issues and social concerns. He questioned government decisions and tackled
many issues of injustice and oppression. He called for reforms and openly
criticized those in power, exposing himself to threats and intimidations.
al-Iqadh (The Awakening) 1909
First Arabic Newspaper in Basra
First Arabic Newspaper in Basra
Educational
Establishments
·
Created the
first Arabic school, Tithkar
al-Horria (Freedom Rememberence), in Basra in 1908.
·
Lobbied for
and succeeded in a ruling for the fairness in salaries of female teachers in
1909.
·
Lobbied for
and succeeded in the reestablishment of the main girls' school in Basra in
1909.
·
Created a
school to teach Turkish language in Basra in 1910 to assist Iraqi government
employees.
·
In December
1911, with the support of the main opposition political party in Basra, he
succeeded in stopping the plans to close the School of Law in Baghdad.
·
As a
representative in the Ottoman Chamber of Deputies he lobbied for and succeeded
in the establishment of a school in Basra in 1914.
·
Took an
active part in the reopening of the College of Law in Baghdad after the British
Occupation in 1919. And as a lecturer in the College, he published three books
in Law and Constitutional Rights in the Arabic language for the College
students.
·
Established
the Tafayoudh High school in Baghdad in 1919.
·
Was one of
the three members of the Supreme Educational Council in Baghdad in 1921 with
Sati al Husri and Maarof al Rasafi.
·
Instigated
and secured the creation of the first girls' school in al-Karkh, Baghdad in
1922.
Library
·
In 1918,
established Altajadud Library, the first public library in Basra. The Library acquired
thousands of books and became a centre for conferences and meetings of Iraqi
intellectuals where Suleiman Faidhi himself gave a number of lectures.
Law Firm
After passing his exams at the College of Law in
Istanbul in June 1911, he returned to Basra and founded the first Law firm in
Basra in 1911. In addition to the practice of law, the firm was prominently
used as a base for the administration of many of his fund raising charities,
campaigns to raise awareness, and for organising many political, cultural,
educational and patriotic activities.
Chamber of
Deputies
·
Representing
Basra in Majlis al
Maboothan (the Ottoman Chamber of Deputies) in 1912 and
again in 1914, he was instrumental in getting Iraqi voices heard. Amongst many
other issues, he lobbied for the creation of a largely Arab provisional
government in Iraq and for the use of Arabic language in schools,
administration, court and government.
Member of Parliament
·
As member in
the Iraqi Parliament in Baghdad in 1935, he succeeded in promoting a large
number of social, cultural and educational projects.
Courts
·
First Judge
of the first Civil Court in Basra in 1915.
·
The senior
Judge of the Court of Appeal in Baghdad in 1919.
Hospitals
·
Lobbied for
and succeeded in the establishment of a principal hospital in Basra in 1918.
·
Donated all
the proceeds from his play, al-Riwaya
al-Iqadhia, to the Ahly Hospital in Basra in 1919.
Care Home for
the Elderly
·
Established
Basra’s Care Home for the Elderly in 1941, personally funding it until managing
to collect enough contributions from fellow lawyers to turn it into a fully
functioning establishment. Basra council was overwhelmed by this humanitarian
act and later took responsibility for the administration and funding of this
institution.
Red Cross
& Red Crescent
·
Contributed
to the creation of the Red Cross & Red Crescent in Basra in 1914.
Orphanages
·
With the
support of King Faisal, he created the “Islamic Orphanage” in Baghdad in 1922
and chaired its committee. His work on the large campaign to collect funds for
it subsequently resulted in establishing it as the most significant shelter for
the orphans and a functioning school in Iraq. The Orphanage enjoyed the
financial backing and continuous support from the Christian Community, while
the well known Jewish Iraqi Minahaim Danial paid the 1000 Golden Liras needed
to erect, equip and furnish the modern buildings of the Orphanage in Baghdad.
·
Established a
charity-funded industrial school, Muqadamat al-Taraqqi, in Basra in 1909 to
help train orphans and children from poor families.
·
Headed a
charitable organisation for the care and protection of orphans in Basra in
1941.
Gulf Arab
Unity
·
One of the
founding members of the commission for Gulf Arab unity in 1938 which called for
the unification of the Emirates for the common benefit.
Iraqi
Elections
·
Created the
commission for Iraqi elections in 1920. As an active member, he gave bold
speeches pressing for the demands of the nation.
Political
Parties
·
Created and
assisted the formation of a number of political parties, including, Hizb al-Hur al-Mu'tadl, the Moderate Liberal Party, Iraq’s first opposition party in Basra
1911. Later he was a founder member of the Liberty and Union Party followed by
the Reform Society in February 1914.
·
Created the
first Arab Patriotic society in Mosul in 1913.
·
Elected
President of “al Ahd” party in 1919. The Party was dissolved in 1920 when the Iraqi
Revolution started.
·
Head of the
Basra committee for al-Akhaa Party between 1930-1936.
Palestine
·
Headed the
commission for the support of Palestinian victims after the 1948 partition.
Worked on a large campaign to gather funds and to send aid to help relieve the
suffering of the Palestinian people.
Chamber of
Trades
·
An active
administrative member in the Iraqi Chamber of Trades. Resigned after six years
in 1948 due to ill health.
Culture &
Science
·
Succeeded in
starting the Cultural and Scientific Society in Basra in April 1910 which
contributed largely to the creation of a widely spread literary and cultural
movement.
·
Headed the
administration of the Institute of Science in Baghdad in 1921, an establishment
for thinkers, journalists and authors.
·
An
administrative member in the society for Modern Literature in Basra in 1921.
Agriculture
& Local Affairs
·
Established
the Royal Agricultural society in Basra in 1928. Sought funding for, and then
headed a project to irrigate large areas of land deprived of water. The project
was inaugurated by King Faisal of Iraq and benefited a substantial number of
farmers around the Basra region.
·
Elected as a
representative for the Ministry of Economy in 1940 to the Society for the
Cultivation of Dates. Resigned after objecting to co-operate with the British
disagreeing with a deal harming Iraqi farm owners.
·
An active
adviser in the administration of Basra in 1918. His responsibilities included
building of schools, selecting teachers and implementation of housing and other
council projects.
·
Appointed as
the head of an emergency relief commission for the victims of the Basra floods
in 1946.
Other
Humanitarian Work
·
Created and
headed society for the creation of hospitals and schools in the rural areas
around Basra in 1936.
·
An active
member in the society for the Protection on children in Basra in 1914.
·
Created and
headed a chairty for helping Muslims in need in Basra in 1916. In addition to
lobbying for funds, he donated all the proceeds from one of his books for this
project.
·
Created and
headed a charity for helping in the education of Muslim youth in Basra in 1929.
***************
**غانم العنّاز
شاعر له ديوان منشور على موقع الموصل التراثي الذي يقوم برآسة تحريره
الدكتور إسماعيل الجليلي.
(Almosul.com)
************
خبير نفط ومؤلف كتاب
No comments:
Post a Comment